«بعد فترة عصيبة عشتها مع كثيرين من المصريين بالجماهيرية الليبية خلال الشهور الأخيرة التى اندلعت فيها الحرب الأهلية هناك.. كل منا يحاول أن يلملم شتات نفسه، ويبحث عن الفرصة الملائمة لخروج آمن ليصل إلى أرض الوطن!.. وكانت الحدود الجزائرية الجنوبية هى المخرج الآمن لى ولزملائى فى الجنوب الليبى، لنقضى أسبوعين فى الأراضى الجزائرية، سواء فى مخيم اللاجئين بمدينة جانت الجنوبية، أو شمالاً فى الجزائر العاصمة فى انتظار رحلات مصر للطيران التى خيبت آملنا وأطالت مدة اللجوء والمعاناة، وتقاعست عن إرسال طائرات كبيرة، وتدبير أماكن لنا وقد كنا عشرة أفراد! حتى اضطرت القنصلية المصرية إلى تسفيرنا على «الخطوط الجزائرية»!.. وهنا وجب الحديث عن كرم الضيافة، وحسن الاستقبال والتفانى فى خدمتنا، ورعايتنا وتوفير الأمن لنا منذ اللحظات الأولى التى وطئت أقدامنا فيها الأراضى الجزائرية، بدءا من ضباط وأفراد الجوازات والجمارك والأمن والدرك الوطنى، وانتهاء بالمسؤولين عن مخيم اللاجئين، ومديره الأخ سامى..
لقد خرجت من هذه التجربة محباً وشاكراً وممتناً للشقيقة الجزائر، أما أفراد سفارتنا هناك والقسم القنصلى بها فأشهد على أدائهم المتميز واحتضانهم لنا والتنسيق الكامل مع المسؤولين الجزائريين فى مخيم اللاجئين بالاتصالات اليومية المتكررة، ثم تسفيرنا إلى العاصمة، والجهد المضنى لحجز أماكن لنا على الخطوط الجزائرية، ومصاحبتنا يوم السفر إلى المطار، وإنهاء جميع الإجراءات حتى سلم الطائرة!.. تفانى فى ذلك السكرتير الثانى محسن الشافعى والملحق الإدارى محمود أبوالغيط وسكرتيرة السفارة الأخت الجزائرية سميرة بن الشريف.. وأخيراً لن يفوتنى أن أعرب عن التقدير لشركة أوراسكوم المصرية هناك التى وفرت لنا سياراتها لنقلنا وأمتعتنا من المطار إلى الفندق، ثم إلى المطار مرة أخرى، هكذا يجب أن يكون المصريون ويجب علينا أن نذكر الفضل لأهله.