وضعت يدى على جبهته، فإذا به محموم.. وعندما تحسست أطرافه، بدت باردة وعيناه شاخصتان.. لا أدرى أين ينظر؟
فظننته يحتضر.. أسرعت بمناداة الطبيب فأخبرنى بأن المذكور لن يموت لأنه من الخالدين!!
حينها اطمأن قلبى واسترحت!! لكنه مصاب بهوس فى مخه.. يتخبط بين ما هو ليبرالى وما هو علمانى.. بما هو سلفى وإخوانى!!
وفى أنفه محاكمة تحبس أنفاسه.. تشل ذراعه فلول.. والأخرى تربطها اعتصامات.. يحاول أن يقف على الأرض فتبدأ الهتافات فيهتز دماغه، قد يرتجف ويسقط مغشياً عليه ولا يستطيع الصمود.. وله جار لئيم يرفع صوت المذياع حتى يستمر صداعه!!
ساعتها سألت الطبيب ما الحل؟ أخبرنى أن على كل أحبائه أن يمنحوه قبلة الحياة.. كل منهم يظل فى مكانه ويترك الكلام عنه، وبدلاً من ذلك يعمل من أجله، لتجرى الحيوية فى عروقه، وتدب الحياة فى جسده، أشكو إليكم حال وطنى.. فهل من مجيب؟ الوطن يريد مزيداً من الحياة!!