يتصادم إدراكنا عندما ندرك أننا ندرك.. وندرك أننا لا ندرك!!
يتصادم إدراكنا عندما ندرك أن إدراكنا الحسى لا يستطيع مجاراة إدراكنا العقلى..
يتصادم لأن ما حدث وما نراه يحدث، وما نتوقع حدوثه يفوق إدراكنا الحسى.. يتصادم إدراكنا عند وجود فجوة كبيرة بين إدراكنا العقلى وإدراكنا الحسى.. بين أن يستوعب العقل الأحداث ولا يستوعبها القلب..
يتصادم عندما لا يتوقف العقل عن التفكير والتحليل والتعليل والتقييم والتعديل والتبديل.. إلخ!..
وفى نفس الوقت يعجز القلب عن الاستمرار والمواصلة وينهك ويتألم.. يتصادم عندما يطلب العقل من القلب الصمود أكثر، ويرجوه ألا يحمله عبء وذنب الأمة وعذابه.. يتصادم الإدراك عندما يعلن القلب رفضه لهذا ويحمل العقل مسؤولية ما وصل له، ويطلب من العقل تغييره، ويرفض القلب الوجود وسط هذا الواقع الفوضوى العشوائى الساحق المدمر لأى قلب ماسى.. يتصادم الإدراك عندما يطلب القلب من العقل قراراً حاسماً..
يتصادم عندما يعجز العقل عن أخذ القرار المناسب للقلب.. ويقرر القلب التمرد والرفض وإعلان موقفه على الملأ.. ويأتى هنا تصادم آخر عندما يدرك القلم ما يكتب ويبدأ التعبير وتسجيل التصادم الإدراكى.. وبين تصادم وتصادم تمر اللحظات والدقائق والأيام، ونظل داخل موجات تصادمية إلى أن نرتمى على شاطئ القرار.. ثم ننتقل لتصادم آخر!!.
Lighthouse_al_cort_yahoo.com