أنا بنت مصرية جميلة وساحرة، لكن أمى نسيانى، ومن هنا أرسل سطور عتاب، استغاثة وأطلب منها تتذكر ابنتها البكر والعائدة لأحضانها، الابنة الجوهرة!!..
أمى نسيت كم دمعة نزلت عشانى، كم من دماء سالت من أجلى!! ألست أنا من صرخت من أجلها، انتفضت وقالت هاتوا ابنتى المخطوفة، المسلوبة لا حياة، لا كرامة بدونها الموت هناك شرف!!
اذهبوا وعودوا بها أو موتوا معها.. الحياة بدونها عار.. حاربوا وأعيدوها لأحضانى.. سيناء عودى أمك تناديك ولن أفرط فيك!!
أنا سيناء الأرض الحمراء بدماء جنود من أولادك.. أنا أرض الفيروز.. أنا الخير الكثيف عدت من زمن، ولكن الآن منسية.. ألست ابنة من بناتك؟
وأنت مهتمة بأخواتى، ونسيت الابنة العائدة، العطشانة لحضنك.. ضمينى لصدرك، ملهوفة لعرق أخواتى ليخضروا رمالى.. محتاجة للمعلمين ليعلموا أولادى.. أنا الأسيرة الحرة.. أناديك يا أمى ضمينى إننى أرتعش من الوحدة!!
مريضة وباطلب إسعاف.. أرسلى أطباء يداووا جراح سنين الإهمال والنسيان.. أننى أطلق صرخة عايزة أبقى مصرية أنا منكم، جزء غالى واسترد بدماء الغاليين!!
أمى جزء منك مهمل، ألحقينى باتسرق، باتخطف، أماه أنا لست خائنة إننى حائرة!! أمى اصرخى صرخة 73 وأمرى أولادك للنظر لى.. هل معقول عدوك يعرف قيمتى؟ هل تعلمى أنه مازال بانتظار عودتى له؟ هل نسيت ما دفعتيه من أجل استردادى!!
أماه الحدود هنا تفتح عيونها كل يوم، وحالمة بعودتى وتفعل المستحيل لإغوائى وتعمل.. وتعمل.. ومستمرين ولن يتوقفوا، لن يهدأوا حتى اليوم الموعود!!
أماه نادى معى: يا رئيس الوزراء: نحن أبناء سيناء عينكم الساهرة، ويدكم الباطشة على العدو، ظهركم المنيع.. يا «شرف» نحن شرفاء ولسنا خائنين.. هل من المعقول نخون أنفسنا؟
نحن البدو أول من حاربوا ومازالوا يتصدون.. عندنا كل مقومات النجاح.. الفن هنا، الكنز هنا.. انظر بنظرة شرف واتخذ قرارات شرف!.. أبناء سيناء محتاجين شباباً يحولوا الرمال الذهبية لخضار.. محتاجين مدرسين شرفاء يعلموا أولادهم.. محتاجين هويتهم، ويطالبون بحقهم فى مصريتكم ورعايتكم، يستغيثون وينادون الجيش العدو متربص للفتك بى.. سيناء تنادى أغيثونى.. أغيثونى.. لو كنتم تحبونى!
