قبل أن تضع الثورة أوزارها، وينفض الناس من حولها، أود أن أبدى ملاحظات لها، قد تكون سبباً من أسباب نجاحها:
أولاً: إن طريق الثورة مفتوح إلى نهايته، تحرسه العناية الإلهية قبل الحراسات الأمنية، ما لم يقطع طريقاً للعمل، أو الإنتاج، مهما كانت المطالب مشروعة، إذ تصبح الوسيلة هنا غير مشروعة، وهو ما تربأ الثورة به عن نفسها!!
ثانياً: فى حماسة المطالب المتلاحقة للثورة كان مطلب إقالة المحافظين، وحل المجالس المحلية (60 ألف عضو)، وهم يعتصمون فى خيامهم معلنين أنهم لن يبرحوها حتى تتحقق مطالبهم!! أى أنهم يطلبون الهدم والبناء فى آن واحد، أقول لهم: إن الله الذى خلق السماوات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش كان قادراً على ذلك فى لحظة بأن يقول للشىء كن فيكون، ولكنه يضرب الأمثال للناس لعلهم يتفكرون!!
ثالثاً: من المطالب الأخيرة والمشروعة (وأرجو ألا تكون مسروعة) تطهير الأجهزة الحكومية من القيادات المحسوبة على النظام السابق، وهنا أصارحكم القول بأن الثورة أيضاً فى حاجة إلى تطهير نفسها من بعض العناصر التى تسىء لها، بخروج بعض الموظفين على رؤسائهم فى العمل، ومنعهم من الدخول إلى مكاتبهم، والإصرار على إقالتهم، فيخلقون ثقافة أخلاقية لم نعهدها من قبل، ألا وهى عدم احترام الصغير للكبير (وحاشا لله أن تكون هذه أخلاق الثورة)!!
رابعاً: فى الوقت الذى تشعبت فيه جهود القوات المسلحة بين حماية حدودنا الخارجية وحماية الثورة ومنشآتنا الداخلية- فى ظل الانفلات الأمنى- وتوجيه حملة مشتركة من الجيش والشرطة- هى الأولى من نوعها منذ كامب ديفيد- لفرض الأمن والاستقرار فى سيناء، وردع المخربين والمتسللين عبر الأنفاق، إذا ببعض فصائل (الإسلام السياسى) تهدد المجلس الأعلى- الذى أخرجها من غيابة الجب- بأنها ستخرج كل فصائلها بميادين وشوارع مصر لتفعل ما لا تحمد عقباه، إن صدق المجلس الأعلى على وثيقة المبادئ الحاكمة للدستور، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين!!
الإسكندرية