x

الغالب والمغلوب يوصمان بالعار

الأحد 21-08-2011 08:00 |

لم تكن ثورة شعب مصر فى 25 يناير تخطر على عقل أحد، حتى أقوى أجهزة المخابرات العالمية اعترفت بأنها فوجئت بها، ولم يكن أحد فى العالم كله يتخيل أنه يمكن لشعب أعزل أن يرفض الظلم والاستبداد، ويسقط الحكم البوليسى المستقر بالصدور العارية، والأصوات العالية، والأكف المرفوعة، والأرواح المبذولة!! ولعل الذاكرة الوطنية تذكر أن آخر مرة حققنا انبهار العالم بنا كانت بعد حرب أكتوبر 1973، عندما فشلت أجهزة المخابرات العالمية أيضاً فى توقع الحرب، أو حساب قدرتنا على القضاء على أحد أقوى جيوش العالم، وتخطى أعظم الموانع المائية!!

جاءت ثورة يناير 2011 لتعيد لمصر هذا الانبهار العالمى، وأثبتنا أن مصر أرض المعجزات من قديم الزمان وحتى الآن، وأن الشعب المصرى لا تنقضى عجائبه ولا تسبر أغواره!! ولكننا كل فترة نجد الجهلاء الضعفاء جاءوا ليشعلوا أتون الدين، ويفرقوا بين رئتى الأمة من المسلمين والمسيحيين، جاء فئران يقضمون دعامة الجسر ليقع الفيل فى الماء!!

وجلس الجميع ينظرون كيف نفقد إعجاب العالم وتقديره، وكيف نتحول من طالبى الحرية والعدل إلى مستبدين وظالمين، يستبد كل صاحب دين برأيه، وبعد أن جمعتنا ميادين التحرير ثوارا متحابين، فرقتنا الفتنة أعداء متقاتلين، لا يدركون أن حرق الكنائس جريمة عظيمة فى حروب المسلمين مع الأعداء، فكيف هو فى السلم مع الشركاء!!

أليس لنا فى رسولنا أسوة حسنة، عندما وافق أن يرد المسلمون من يأتيهم مسلما بدون إذن وليه! ولعل ذلك يمنع من تغيير الدين للحصول على الطلاق أو الزواج، وليس إيمانا وتصديقا به، ومن المؤكد أن كل الأديان لا تقبل التلاعب بالعقيدة من أجل المصالح الدنيوية، المسلمون فى مصر هم الكثرة والمسيحيون القلة، والقلة لها حق الحماية والرعاية، والعاقل لا يرتكب الكبائر من أجل الصغائر، فالحرب بين طرفى الأمة حرب ضرار، الغالب أو المغلوب فيها يلحقه العار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية