إلى الشعب الذى عانى من كل حكامه، إلى الشعب الذى قدم أمواله وأحلامه وكرامته إلى رؤسائه واحداً تلو الآخر، إلى كل مواطن منعوه أن يطمح إلا فى غذاء لأولاده وأربعة جدران تأويهم، إلى كل من دعا الله ألا يقع تحت أيدى رجال الأمن وألا يسوقه حظه العثر لأن يدخل قسم شرطة حتى وإن كان محقاً، إلى كل من كان يرى ضرائبه التى تخصم من المنبع، وهى تبنى القصور والقرى السياحية، فى حين يرى فى عينى ابنه ألماً وإنكساراً، لأنه لا يملك شراء لعبة بسيطة له، إلى كل من تعرض لظلم بين ومعه الأدلة ولم يطالب بحقه، لأنه يعلم أنها ليست دولة قانون وأنه لا أمل فى استرداد ذلك الحق، إلى من ماتت أمه أمام عينيه نتيجة الإهمال الطبى، إلى من أصيبت ابنته نتيجة تناول طعام مسرطن وفاسد، إلى كل من كره يوماً ذهب فيه لمصلحة حكومية، إلى كل من تذكر فقيداً له، ووجد نفسه يقول: يا بخته فقد ارتاح من هذه الدنيا! إلى وإلى وإلى...
إلى الشعب المصرى الجريح: لا تتخلوا عن الثوار فى تلك المرحلة الحرجة، لا تتركونا فى مفترق الطرق كى لا تعود البلاد لأسوأ مما كانت ليس للثوار أى قوة ولا تأثير دونكم، لا تيأسوا أمام الضغوط والفزاعات الكاذبة، ولا ترضوا بالقليل مرة أخرى وتكتفوا بما تجود به الظروف، لا تتخلوا عنا فليست لنا أجندة، ولا نبيع مصرنا بوجبة طعام، نحن نطالب بحقنا جميعاً فى الحياة، فلا تتركونا.. كونوا خلفنا أمامنا بجوارنا.. المهم أن تبقوا معنا.
مدير فرع بنك باركليز