x

الفوضى الفكرية

الأربعاء 17-08-2011 08:00 |

من المفارقات العجيبة أن يسود الأمن والأمان فى مصر، عندما كان يتم حكمها بالحديد والنار والاستبداد والعنف، وعندما تحرر الشعب من كل هذا وسمح له بالحرية والديمقراطية يتحول الأمر إلى فوضى وانتشار للبلطجة.

والمقصود هنا الفوضى والبلطجة الفكرية فضلاً عما نقترفه من فوضى وبلطجة بالشارع المصرى، فأصبحت مصر بلد الفوضى والبلطجة، «مصر بلد الأمن والأمان سابقاً»!! لقد أساء الشعب- وليس الشعب فقط- فهم المعنى الحقيقى للحرية، فكل شىء فى حياتنا له حدود وخط أحمر لا يجب تجاوزه، فليس معنى الحرية أن أقول كل شىء، وفى أى وقت، ولأى شخص، وأن أتصرف قولا وفعلا كيفما أثناء دون حدود!!..

لكل شخص حق فى أن يعبر عن رأيه وأن يعترض، لكن كيف ومتى ولمن؟.. كما عليه أن يعرف حدود تصرفه، حتى لا يضر بالمصالح العامة للدولة، وليس هذا فقط بل أن يكون على دراية وعلم بما يقول، حيث سطع على الساحة- بعد ثورة 25 يناير- أشخاص يتحدثون فيما لا يعرفون!!

 لقد اتضح أننا شعب جاهل ولا أقصد هنا التعليم بل أقصد الثقافة الفكرية، لوجود فرق كبير بين المتعلم والمثقف، فقد يوجد شخص متعلم ولكنه ليس مثقفاً فهو يعرف فى علمه فقط، ولذلك فعليه ألا يخوض إلا فيما يعرفه من علم، كما أننا لا نلتزم إلا إذا كان هناك قانون يحكمنا ونخاف أن نقع تحت طائلته، فى حين يجب أن يكون الالتزام من داخلنا، وليس مفروضا علينا وهنا بيت القصيد فى تقدم الشعوب الأخرى وتأخر مصرنا الحبيبة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية