x

نحن.. واليابان

الأربعاء 17-08-2011 08:00 |

وصلتنى هذه الرسالة على بريدى الإلكترونى، وقد حاولت إبراز أهم النقاط فيها، عن كيفية التعامل مع الكوارث عند حدوثها، وكيف تعاملت الدولة عندنا فى حادثة العبارة والسيول وخلافه، فقد كان التعامل يتم بطريقة عشوائية، سواء من الدولة أو الأفراد، وكيف تعاملت اليابان حكومة ومواطنين مع أكبر كارثة واجهت اليابان منذ الحرب العالمية الثانية عند انفجار محطة فوكوشيما، بعد أحداث الزلازل والفياضانات!! فالكل يعرف ماذا يفعل بالضبط، سواء كان كبيرا أو صغيرا، فرغم الارتباك وانشغال الشرطة فى عمليات الإنقاذ لم تسجل حادثة سرقة واحدة، كما يحدث فى بعض البلاد من عمليات نهب وسرقة للبنوك والمحال والمتاحف والبيوت!!.. حتى أجهزة الصرف الآلى بقيت على حالها..

كانوا يشترون حاجتهم بأقل مما يحتاجونه ليومهم، حتى يستطيع الجميع شراء حاجتهم بدون تجمهر أو فوضى، فى طوابير هادئة، لا تخرج منهم أى كلمات غاضبة أو خارجة!! حتى المطاعم خفضت أسعارها، حتى الفنادق والشقق أصبحت أسعارها أقل مما كانت عليه، بل إن بعض الشركات قامت بتوزيع العصائر والمأكولات المعلبة مجاناً!!.. بل إن سيدة عجوز كانت تقف أمام أحد المخابز المغلقة لتوزيع الخبز مجانا على المارة،.. لا صراخ أو نواح سوى مظاهر الحزن!!.. حتى الإعلام لا إثارة ولا فبركة، سوى تقارير تعكس الواقع بصدق وأمانة.. ولقد تحدث رئيس الوزراء وكبار المسؤولين عن حجم المأساة وآثارها والخطط المستقبلية دون تهوين أو تهويل.. الكل عرف ماذا يفعل بالضبط..

ولتعويض هذه الخسائر قاموا بالاستمرار فى العمل ساعات إضافية بدون مقابل، فقد رسخ عندهم قدسية العمل واحترامه، حتى الذين أحيلوا إلى المعاش، فكثير منهم ينخرط فى الأعمال التطوعية بدون مقابل، وللعلم فإن مصر سبقت اليابان فى إرسال البعثات أيام محمد على باشا بخمسين عاما! فكيف حدث هذا الفارق الرهيب الذى أصبح حقيقة واضحة؟ سواء فى المجال الاقتصادى أو الثقافى أو الاجتماعى بين دولتين تقاربت بداية كل منهما؟! وللأسف لا وجه للمقارنة، فقد اختلفت أوضاع كل منهما اختلافا شاسعا، جعلت مستوى الدخل عندهم يصل إلى مستوى الرفاهية، أما نحن فمازال القطاع الأكبر يدور فى حلقة محدودى الدخل!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية