x

شكوكو بـ«قزازة».. ومبارك بـ«شماعة»

الأربعاء 17-08-2011 08:00 |

يجهل الكثيرون من أبناء الجيل الحالى الدور المتواضع والمجهول الذى لعبه الفنان الشعبى المحبوب محمود شكوكو فى دعمه الفدائيين المصريين ضد معسكرات الجيش الإنجليزى، المتواجدة حول أطراف العاصمة، خلال الأربعينيات من القرن الماضى، وقد انتشر آنذاك فى الأسواق تمثال من الجبس للفنان شكوكو لينتشر بكثرة فى الأسواق، وفى كل أحياء مصر ليس بغرض بيعه مقابل قرش صاغ أو استخدامه شماعة لتحقيق الأرباح والثروات، لكن بقصد استبداله بالزجاجات الفارغة، لمواجهة النقص الحاد آنذاك فى الزجاجات المستخدمة فى صناعة قنابل المولوتوف اللازمة لمقاومة القوات المحتلة، بينما كان نداء الباعة الجائلين يجلجل فى الشوارع والأزقة والحوارى «قرب قرب اشترى شكوكو بقزازة»!!

 تذكرت هذه الواقعة بعد أن قرأت المقال المتميز للأستاذ محمد عبدالمنعم الصاوى بـ«المصرى اليوم» بتاريخ 11 الجارى تحت عنوان «مبارك بربع جنيه»، وكان يشير فيه إلى وجود شماعة بلاستيك منتشرة بكثرة فى الأسواق مصنوعة من أسوأ العناصر، وربما تكون مسرطنة، ويحذرنا من استخدامها لأنها من صنع القائمين على الثورة المضادة الذين نجحوا فى طرحها بالأسواق بسعر ربع جنيه فقط لا غير!!

وأعتقد من وجهة نظرى أن تلك الفكرة التى خطرت على ذهن من قاموا بصنعها يؤكدون من خلالها أن مبارك كان كثيراً ما يعلق أخطاءه على شماعة الآخرين. فالمواطنون مثلاً يستنزفون موارد الدولة لأنهم المسؤولين عن كثرة الإنجاب طبقاً لمقولته الشهيرة (أجيب لكم فلوس منين؟).. كما كان يعلق أيضاً أخطاءه فى السياسة بتخاذله لإجبار الإسرائيليين لوقف الهجوم على لبنان وغزة، معلقاً فشله على شماعة المغامرة غير المحسوبة، والتى لم يكن يستطيع فيها كما قال: أن يضع رأسه فى فم الأسد!!..

 ويعلق تخاذله عن حماية أبناء الوطن القتلى العائدين خلال حرب العراق على شماعة (مين قال لهم يروحوا هناك؟) يستاهلوا!! وإذا كان شكوكو قديماً قد دخل تاريخ الفن الشعبى بتمثال من الجبس، فإن مبارك قد خرج من التاريخ معلقاً فشله على شماعة بلاستيك، فتحققت رغبته الدائمة التى كان يرددها عن رفضه الدائم دخول التاريخ والجغرافيا، فدخل السجن، وسقط فى الجغرافيا البشرية بين خطوط الطول والعرض.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية