من الأشياء العجيبة فى حياتنا أن مسؤولينا وعلماءنا وجميع أبنائنا اعتادوا عدم الاكتراث بالحقيقة الواضحة عنا كعرب نتمتع بالذكاء الخارق، المعترف به من شعوب العالم، فلو بحثنا فى فكرة أى اختراع، مهما كان، لوجدنا أصوله نشأت على أرضنا، ومن بين جميع طبقات شعوبنا من طلبة وموظفين وعمال وشباب وشيوخ ونساء وحتى من أطفال أذكياء.. ودائماً ما تكون الإجابة السخيفة المضحكة الكاذبة عن سبب تأخرنا فى التنفيذ.. أننا نفتقد الإمكانيات!!
كذلك الحال فى كل مناحى حياتنا من تعليم وصحة وزراعة وصناعة وتجارة.. إلخ!! إن المتتبع لما كانت تقوم به المجالس القومية المتخصصة المصرية فى السبعينيات، وكمية الأبحاث الهائلة التى بذل فيها علماؤنا جهوداً جبارة، ولكنها كانت تلقى فى الأدراج، ولم ينظر لها ربما حتى هذه اللحظة من أى ناحية عملية، وسبقنا من سرقوها ونفذوها ونسبوها إلى دولهم وباعوها لنا وصرنا لها مستخدمين فقط!!
أنا بحاجة ماسة وسريعة إلى الاهتمام بالمخترع العربى فعلاً لا قولاً، من خلال تأسيس أندية علمية وتخصيص ميزانياتها الفاعلة، وإقامة المعارض المحلية والعالمية، مشاركين بصفة دورية بالجديد من أفكارنا واختراعاتنا ليتعرف العالم على حقيقة العقل العربى وأبحاثه العلمية التى نخجل حالياً مما تخصصه لها حكوماتنا التى لا تتجاوز 2٪، فى حين تزيد النسبة إلى أكثر من 40٪ لدى بعض الدول المعروفة بالمتقدمة والعظمى على حسابنا ومجهوداتنا. نريد الاهتمام واليقظة والعمل، ولا ننسى أن أكثر من ربع مليون عالم عربى هربوا من روتيننا القاتل، ووجدوا شهرتهم العالمية لدى كل الدول ما عدا دولهم التى لاتزال تفكر فى تأسيس البنية التحتية الآن أم فى المستقبل.