بإحدى المناطق العشوائية وفى عشة متواضعة لا تستر ساكنها من برد الشتاء أو حر الصيف، وتحيط بها أكوام القمامة من كل مكان، وتصول وتجول بها أسراب الذباب والناموس والحشرات، وتغمر أرضيتها مياه المجارى، والكهرباء دائمة الانقطاع، والمياه النظيفة حلم بعيد المنال، يعيش الرئيس المخلوع حسنى مبارك وزوجته، التى تصحو من نومها فجراً لتسير على أرجلها يومياً عدة كيلومترات لتحضر المياه النظيفة، وتقف فى طابور العيش ساعات لتحصل على 10 أرغفة لها ولزوجها، وتنتظر فى حر الظهيرة عربة توزيع أنبوبة البوتاجاز.. هذا هو العقاب الذى يستحقه الرئيس المخلوع، عقاباً له على ما اقترفته يداه وأفعاله خلال ثلاثين عاماً فى حق أكثر من 20 مليون مواطن يعيشون فى حوالى ألف منطقة عشوائية، نصيب القاهرة الكبرى وحدها منها 127 منطقة عشوائية! يعيش سكانها فى وضع غاية فى السوء، وبلا أى مقومات إنسانية للحياة، الأمر الذى حول هذه العشوائيات إلى بؤر شديدة التخلف على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية.. كان نتاج ذلك مواطنين مهمشين يحملون مشاعر سلبية تجاه المجتمع لشعورهم بأنهم خارج اهتمام أهل الحكم، فى نفس الوقت الذى كانوا يسمعون ويشاهدون فيه حياة البذخ والثراء والترف التى تعيشها فئة معينة أطلق لهم مبارك العنان ليتحكموا فى كل أمور البلاد، ولينهبوا مقدراتها وثرواتها، ويسخروا القوانين لمصالحهم فقط!! وبعد قيام الثورة بدأوا فى السقوط الواحد تلو الآخر، وبدأت تتكشف عمليات النهب المنظم لمليارات الجنيهات، التى لو وجهت لتلك المناطق العشوائية لما أصبحت هناك منطقة عشوائية واحدة فى مصر!! ومن هنا فإنى أطالب إحقاقاً للحق وإرساءً للعدالة وتحقيقاً لمبدأ الجزاء من جنس العمل، بأن يتم نقل مبارك للعيش بإحدى العشش بإحدى المناطق العشوائية ليشاهد ويعايش ويشعر بحجم الجرم والإهمال الذى ارتكبه فى حق الملايين من أبناء هذا الشعب المسكين!! هذا هو العقاب الذى يستحقه والذى أعتبره أقسى من السجن فى طرة، وهو عقاب يشفى غليل ويأخذ حق كل مواطن عانى الأمرين فى عهد، كان عنوانه الظلم والفساد والإهمال والطبقية والعنصرية، وجاء الدور على مبارك ليشرب من نفس الكأس الذى أذاق منها الملايين من شعبنا المسكين.
