سبحانه المعز المذل، يعطى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء وهو على كل شىء قدير.. تذكرت، وأنا أتابع أولى جلسات محاكمة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، حديثا دار مع والدتى فى الثمانينيات عندما كنا نشاهد احتفالاً لتحرير سيناء، وبفضول الأطفال سألت والدتى سؤالا عن الرئيس فأجابت، فسألت سؤالا ثانيا، فقاطعتنى قائلة اللى الحكومة بتسمعه بيتكلم عن الرئيس بتدخله السجن! ومنذ ذلك اليوم أصبحنا نخاف الحديث عن الرئيس فى المدرسة أو فى ناد أو أى مكان عام، لقد رسخت فينا الخوف من الكلام فى السياسة بصفة عامة! واليوم وبعد أن شاهدت الرئيس السابق ونجليه ووزير الداخلية فى القفص، تمنيت لو كانت والدتى على قيد الحياة لتعرف أن الجميع أمام القانون سواء وأن أسطورة الحكام الآلهة قد سقطت إلى الأبد! ورغم منظر مبارك الذى يثير الشفقة فإنه درس لكل من يحمل المسؤولية ويخون الأمانة، ويعمل لمصالحه الخاصة.. ختاماً ألف تحية وسلام على شهداء ثورة يناير، ليس بسبب سقوط النظام فقط، ولكن لأنهم أدوا إلى تحريرنا من الخوف الذى ظللنا سجناء فيه لعقود!