ما دفعنى لكتابة هذا المقال هو شعورى بأننا أصبحنا هائمين على وجوهنا بمجتمع متمرد على كل شىء، أصبحنا منزوعى الهوية بأياد خفية، لم أعد أرى سوى نطاعة وتزييف يغلفان كل الأفعال والأقوال.. فساد ومفسدين متعلمين لا يتعلمون ولا يعلمون، ولا يعرفون حقيقة تاريخ القتلة والسفاحين!! أمهات تركن أدوارهن فى البيوت، وتركت معهن الأجيال للطاغوت.. أصبحنا فى فقر وجهل وغياهب مظلمة ندور حول أنفسنا بلا فائدة، أمامنا النور ومازالت أعيننا لا تريد أن ترى للضياء طريقاً.. إعلام يزيف الحقائق، وإعلام موجه، وعبث وعابثون، فجر ومجون، وإسلام بلا مسلمين، ودولة لا تقدر على ردع المخربين.. كل ذلك أدى إلى أن أقف على حقيقة واحدة هى أننا لابد أن نسترجع التاريخ والهوية، نعتبر ونتعظ من الماضى، ويجب أن نرى أنفسنا على حقيقتها مصارحة ومكاشفة أين نحن؟..
لماذا زرعنا الوهن بأنفسنا بأيدينا، وسقاه ورعاه أعداؤنا، حتى قتلوا فينا الأمل، وأحيوا اليأس.. الآن علينا أن نسترجع شريط الماضى القريب البعيد، حلوه ومره حتى نتعلم.. إننا نحارب من داخلنا بمفاهيم وأفكار فى ظاهرها رائعة، وفى حقيقتها مروعة.. أدعياء الإنسانية والتسامح والمحبة والسلام، ألفاظ تدغدغ المشاعر معسولة خداعة حلوة ومرة، مسمومة كزرع يعجبك شكله وقوامه وأنت جائع فتطعمه فيصيبك بالمرض ويشل كل أطرافك، حتى لا تستطيع أن تتحرك صمتاً فقط تتابع وتتابع.. إننا أولى الناس بالإنسانية (عرباً ومسلمين) من أدعيائها الغربيين، دائماً ما يجمعنا رب واحد بوطن واحد، رب نلجأ إليه كل بطريقته، مسلم بمسجده ومسيحى بكنيسته.. من فضلكم لا تنسوا التاريخ يا أبناء مصر والعروبة والإسلام، كل بطائفته وفكره مؤمن مسلم وذمى كل بفكره ومعتقده، فلتعتبروا ولتحذروا، من لم يتعلم سيلطمه الزمان لطمة لن يقوى على القيام بعدها!!..
تعالوا نتذكر أشياء كثيرة، ونسأل أنفسنا منذ متى كانت أمريكا والغرب أصحاباً للإنسانية والسلام وأوصياء عليه؟ أصبحت هذه الكلمات ستراً ودرعاً لكل من هب ودب.. أصبحت أمريكا تحتمى بكلمة الإنسانية، وأنها راعية السلام والمحبة والأخوة والعدالة، كلها مبررات لإخفاء وجه قبيح ما أبشعه.. انظروا للإنسانية وأفعالها فى العراق، مبررات لسفك الدماء، وتيتيم الأطفال، وترميل النساء، واغتصاب البنات، وتدنيس الأرض، وهتك العرض، واحتلال الأرض، تزييف لاسم المقاومة والشرعية لجعل من يدافع عن أرضه إرهابياً! فإن كانت تلكم الإنسانية فسحقاً لها إنسانية، وإن كانت تلكم الحرية فسحقاً لها حرية، وإن كانت تلك عدالتكم فما هو ظلمكم؟ لنر الآن ونتذكر هذه بلاد تم انتهاك حرماتها، وحدثت بها مجازر باسم الإنسانية والسلام والتعاون والحب..
تذكروا (البوسنة- فلسطين- العراق- كشمير- كوسوفو- لبنان- الشيشان- سوريا- مصر والعديد من الدول)، والتاريخ لا يرحم ولا يغفل القتلة، ويرصد كل شىء، ولتتذكروا أن الأيادى الصهيونية خلف كل شىء وأى شىء، ليست نظرية مؤامرة! تذكروا واقرأوا التاريخ جيداً.. مجازر صهيونية حدثت بأيادى زاعمة الإنسانية والسلام، فحتى لا تنزلق الأقدام، وتغيب العقول، ويزيف التاريخ كتبت وسأكتب، لست معتدياً على أى شخص، ولا مقللاً من أى رأى ولا أى شخص، ولا مهاجماً أو مشككاً فى وطنية أحد.. أكتب لله وللتاريخ، ولرغبة فى إبراز أشياء يمكن أن تكون- لو أمعنا النظر- قمة الخطورة على وطننا الغالى مصر، فالدين لله والوطن للجميع!