منذ أيام قليلة ظهرت نتيجة الثانوية العامة وسطورى سطور أم لها «توأم» بتلك المرحلة، وسأسرد شعورى الممزق بين ولد حالفه الحظ بمجموع كبير ومشرف، وابن لم يحالفه الحظ بمجموع كبير.. لك أن تتخيل شعورى فرح وألم، وعين دامعة وعين ضاحكة، وقلب يعتصر على الابن الذى بذل مجهوداً وكان حالماً بدرجات تؤهله لتحقيق أمله، وقلب يرتعش من شدة الفرحة ويكاد يخرج من مكانه ويرقص رقصة الأمل لابن قرب على تحقيق حلمه، وانكسار فرحة الأم وشجن ارتسم، ولأول مرة بعيون ذلك الشاب، وكتمان فرحة أخ لمراعاة أخيه، آه يا أماه قلبى يعتصر وقدمى ما عادت تحملنى، ما الذى يحدث بداخلى، شعرت بمشاعر أم حلمها تحقق مع ابنها وفرحة غامرة، وشعرت بمشاعر أم انهزمت مع ابنها الذى سقط حلمه، واصطدم بأول صخرة.. صدقونى مشاعر الأم التى بكت وجربت وتمنت لابنها الفرح بعيون ناظرة على الغد المشرق، تنظر الآن بعيونه تجد الحسرة والشجن..
أصدقكم القول ليست هى الاختبار الحقيقى لذكاء وقدرات الطالب، بل هى للأسف الاختبار المحبط والمفزع والخانق للأحلام.. أحياناً تجد كثيرين من حولك متجمداً فكرهم، ويزيدون من آلامك وأشجانك، وتلك هى الحياة دمعة وفرحة.. اليوم دمعة لك وفرحة لغيرك، وغداً فرحة لك ودمعة لغيرك.. هكذا هى الحياة جولات ناجحة وخاسرة.. لابد على الإنسان من عدم الاستسلام والوقوف سريعاً وتكرار المحاولة. تعرف أن قطرة المطر تحفر فى الصخر، ليس بالعنف ولكن بالتكرار.. هذا يعنى عدم اليأس، هل نحن أقل وأصغر من المطر، ولن تكون الحياة أصعب من الصخر!! وحتى لو فشلنا يكفينا شرف المحاولة، فلا يوجد إنسان فاشل، بل استسلم ولم يحاول، كما لابد أن نستخدم مصباحاً فى حياتنا.. هو مصباح الأمل الذى ينير طريقنا وسعينا، والإنسان الناجح يعرف إمكانياته، وكيف يستخدمها ومتى وأين يستثمرها.
والإنسان السعيد ليس بالضرورة الذى يملك كل شىء، ولكنه من يستفيد بالشىء القليل الذى يملكه.. تعلم ألا تفقد وقتك بمناقشة الأمور التافهة، واسع بحثاً عن المهم والأهم حتى تنجح.. إذا بلغت القمة فلا تغتر وانظر لمن ساعدك وأدع الله أن يثبتك.. أولادى، السطور السابقة بها مشاعر ونصائح لكم.. للناجح والمتفوق لا تغرك الدنيا.. وللمتعثر مازال الوقت معك ولا تبتئس.. ولمن جرحنى شكراً.. ولمن واسانى رد الجميل انتظره من الله.. ولمن فرح لى العاقبة عندك.. ولمن لم يهتم إن غداً لناظره قريب.. ختاماً إن ينصركم الله فلا غالب لكم.