x

هل سنحمل الحمار؟

السبت 30-07-2011 08:00 |

على ما أذكر لم يكن هناك حل موضوعى مرض لجميع الأطراف فى مشكلة جحا مع ابنه مع الحمار!! وللأمانة كل الانتقادات كانت موضوعية وحقيقية ولها أساس، فركوب جحا منفردا أنانية وغلاظة، وركوب ابنه منفرداً قلة أدب وعقوق، وركوبهما معا ظلم وقسوة على الحمار، ونزولهما معا سفه وقلة عقل، ما العمل إذن؟ إذا كان لديك سؤال ليس له إجابة صحيحة نموذجية، كل الإجابات شبه صحيحة وشبه خاطئة!! واليوم نعانى جميعا من سائل حر بلا قيود، يضغط على مجيب مقيد، ويرفض السائل كل الإجابات، لأنها شبه خاطئة، مع أنها فى الوقت نفسه شبه صحيحة!!

 فنحن لا نريد محاكم استثنائية ولا نتحمل بطء القضاء الطبيعى.. لا نريد أن تقترض مصر من الخارج ونريد تحسناً فورياً فى الحالة الاقتصادية ليشعر الناس بالثورة.. نريد ديمقراطية كاملة ولا نريد أن تأتى الديمقراطية بأغلبية إخوانية.. نريد ألا يطيل المجلس العسكرى بقاءه فى السلطة ونريد مزيداً من الوقت للأحزاب الجديدة والحركات لتنزل للشارع.. لا نريد إقصاء لأحد، فالإقصاء من سمات العهد البائد، ونريد عزل كل قيادات الحزب الوطنى حتى من لم تثبت عليه أى تهمة فساد..

لا نريد دولة رخوة عاجزة أمام البلطجية والمجرمين، ولا نريد إجراءات استثنائية لإعادة الأمن سريعا.. نريد جهاز شرطة جديداً يحتاج لوقت لإعادة البناء ونريد الأمن الآن.. نريد أن يتواصل معنا الحكام ونلوم عليهم كثرة الخطب والبيانات.. نريد أن يشعر المواطن أن الثورة أتت بجميع الحلول لمشاكله، ونتصرف بشكل يجعله يشعر بأن الثورة زادت من مشاكله وأزماته.. وتحت هذه الضغوط غالباً ما ينهار المجيب أمام السائل، وربما يدفعه الانهيار إلى رفض جميع الإجابات، والإتيان بحل شاذ تعبيراً عن احتجاجه وضيقه، كما فعل جحا وابنه عندما حملا الحمار فى نهاية القصة.. وهذا ما أخشاه!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية