عندما أعلنت ثورة يوليو 52 عن إنشاء «هيئة التحرير» عام 53 كنت من أوائل المنضمين إليها فى محافظة السويس على أساس أنها منظمة غير سياسية، هدفها المشاركة فى بناء المجتمع الجديد، كان من أهم ما تميزت به تشكيلات هيئة التحرير فى ذلك الوقت خلوها من الشخصيات التى كانت معروفة بانتماءاتها السياسية فى العهد الملكى أو صلاتها بالإقطاع!.. وفى عام 58 تم الإعلان عن قيام «الاتحاد القومى» بديلاً لهيئة التحرير، وكانت صدمة لى شخصيا قررت بسببها البعد عن المنظمات، أيا كانت اتجاهاتها، حتى إننى لم أنضم أيضاً للاتحاد الاشتراكى فيما بعد، على الرغم من حبى لثورة يوليو ولقائدها العظيم!!.. كان ما صدمنى حقيقة هو وجود شخصيات كنا نعتبرها من العهد البائد على رأس التشكيلات الجديدة فى الاتحاد القومى، ولم تفلح محاولات بعض من كانوا زملاء لى فى هيئة التحرير أن أعيد النظر فى قرارى، حتى بعد أن قيل لى عن مبررات ذلك، إنه بعد أن ثبتت أقدام الثورة فقد حان الوقت لتجميع كل القوى فى المجتمع بما فى ذلك من كانوا قد تم استبعادهم من تشكيلات هيئة التحرير بسبب انتماءاتهم السابقة على الثورة، إذا لم يكونوا قد ارتكبوا أخطاء فى حق الشعب، سواء قبل قيام الثورة أو بعد قيامها، وإن فى اختيار اسم «الاتحاد القومى» دليلا على الرغبة فى أن يشمل تحت رايته كل الاتجاهات!!
أقول ذلك الآن لأننى أعتقد أنه كان صوابا بالفعل أن تسعى ثورة يوليو 52 إلى التصالح مع كل من لم يرتكب جرما فى حق الشعب ممن كانوا ينتمون إلى العهد البائد.. فهل تفعل ثورة 25 يناير ذلك؟