اسمحوا لى بأن نتوقف اليوم عن حديث إهدار الأموال، والحد الأقصى للأجور على أن نعاود غداً!.. فاليوم الذكرى التاسعة والخمسون لثورة يوليو.. ولقد سمعت عبارات من بعض الشباب بأنه لا ثورة إلا ثورة يناير الماضى، وإن ما حدث فى 1952 هو «حركة» من ضباط الجيش لا أكثر!!.. نعم فى 1952 كانت البداية تحركاً قام به ثلة من «شباب العسكريين» أطاحت بالملك وحكمه.. وخلال فترة وجيزة التف الشعب حولهم.. كانت الرؤية واضحة، والقرارات ثورية حاسمة.. وأعلنت أهداف الثورة واتخذت خطوات سريعة إيجابية لتنفيذ معظمها.. وكان لشخصية عبدالناصر المميزة أثر كبير فى التأثير على الجماهير وتوجيهها.. وأياً كانت سلبيات نظام عبدالناصر فإن ما تحقق من أجل فقراء مصر، وللطبقة المتوسطة.. وكذلك الدفع بالملايين للتعليم المميز المجانى أحدث أثراً واضحاً فى تغيير المجتمع، وأوجد لمصر مكانة عالية مميزة لعقود على المستويين العربى والعالمى!!.. لن أقارن الآن بين ثورة يناير «الوليدة» وثورة يوليو.. فاندلاع ثورة يناير كان أكثر روعة، وما تحقق من إزاحة النظام الفاسد يفوق الخيال!! ولكن فقدان القيادة والرؤية وتشتت الآراء وتضاربها يجعل وجع القلب مستمراً.. ربنا يستر!!
