x

من الظلم أن نقارن

السبت 23-07-2011 08:00 |

عندما قامت ثورة 25 يناير 2011 راح البعض يعقد مقارنة بينها وبين ثورة 23 يوليو 1952، والبعض الآخر راح يحاكم قائدها الزعيم جمال عبدالناصر، الذى لم يسلم من النقد طوال سنوات مضت!! نسى هؤلاء أن ناصر إنسان وليس ملاكاً أو نبياً، وأن الكمال لله وحده، والغريب أن بعضهم يحاكمه الآن رغم مرور 59 عاماً على قيامه بهذه الحركة، التى باركناها ورقصنا لها طرباً فى حينه، ورغم أن معظم هؤلاء لم يكونوا موجودين ولم يعرفوا شيئاً عن الحياة التى كنا نعيشها، ولم يعيشوا الفساد، لكنهم يحاكمونه وكأنه يعيش الآن بيننا!! ناصر الذى جعل لنا كرامة فى كل دول العالم- ويكفيه فخراً أنه أول رئيس مصرى يحكم مصر وأنه خرج من الحكم كما ولدته أمه، لم نجد عنده هذه الملايين ولا هذه العقارات فى مصر وفى الخارج.. ناصر الذى سكن قلوب الفقراء والبسطاء حيث كان منهم حارب من أجل نصرتهم، وتحررت على يديه معظم دول أفريقيا السوداء من الاحتلال، ومات من أجل نصرة القضية الفلسطينية، ووأد الخلافات بينها وبين بعض البلاد العربية، وقضى على الإقطاع وطبقة نصف فى المائة التى عادت الآن.. ثورة يوليو التى أزالت الفوارق بين الطبقات ونصرت العامل والفلاح، أليست هذه ثورة أما لكل الثورات العربية.. ثورة على حاكم فاسد، وعلى مستعمر نهب ثروات البلاد، واحتلال أجنبى دام عشرات السنين؟ لم يكن على أيامه هذه النهضة الإلكترونية، ولا هذه الثورة الفضائية التى جعلت العالم كله قرية صغيرة، وما يحدث تراه فى اللحظة نفسها على الهواء مباشرة، وهذا هو الفرق بين ثورتين، ثورة يوليو التى قام بها الضباط الأحرار وثورة 25 يناير التى قام بها شباب «فيس بوك»، ثورة جيلين الأول عسكرى والثانى مدنى، فهل آن لنا أن نعيش الواقع، ونعترف بأن هذا الجيل أكثر حظاً من جيلنا الذى عاش الفقر المعلوماتى، وعاش حرب 56 ونكسة 67 وحرب الاستنزاف، وإعداد الدولة لحرب أكتوبر 73، وجيل لم ير شيئاً من هذا كله.. جيل جاء إلى الحياة ليجد كل الإمكانات متاحة أمامه، وجيل سهر الليالى على ضوء لمبة جاز! لعل ناصر الثورة حاضر بيننا بوطنيته وشخصيته النافذة والمتربعة فى قلوبنا، بثورته البيضاء إنه ناصر 56 نصير الفقراء، فهل من العدل أن نحاكم ناصر الآن رغم مرور هذه السنين؟ وهل من العدل أن نعقد الفروق بين الثورتين الآن بعد كل هذه السنين الطويلة؟! إنه حقاً ظلم كبير!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية