أطلق المؤرخ عبدالرحمن الجبرتى على «إدكو» وصف «مدينة النجوم» لصفاء جوها، وندرة السحب التى تجحب النجوم، واليوم تبدلت أحوال «إدكو» نتيجة النشاط الصناعى لشركات استخراج وتصنيع الغاز الطبيعى!! حيث غطت السحابة السوداء سماء المدينة، وتكمن خطورتها فى تأثيرها المباشر على صحة وسلامة المواطنين، وعلى الزراعات القائمة، خاصة الخضروات التى تقلصت مساحتها من خمسة آلاف فدان إلى نحو خمسمائة فدان فقط؟!
إن هذه السحابة القاتمة تكونت بهذا الشكل الكثيف المرعب لعدم التزام شركات الغاز بقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994، الذى يقضى بمعالجة النفايات.. إن هذا الخطر الداهم لا يهدد «إدكو» وحدها، بل تمتد آثاره السلبية إلى قرى ومدن محافظة البحيرة كلها!! المثير -أيضا- أن شركة أجنبية (B.P) المطرودة من خليج المكسيك بسبب نشاطها الملوث للبيئة، قد استغلت مناخ الفساد فى وزارة البترول، وحصلت على موافقات بإنشاء مقرها فى الجزء المتبقى من شاطئ إدكو على البحر مباشرة!!.. وهذا الموقع متاخم تماما للكتلة السكنية، الأمر الذى جعل الأهالى يبادرون بالشكوى للسيد محافظ البحيرة والسيد النائب العام لمنع أى نشاط صناعى جديد فى هذه المنطقة، واختيار موقع بديل أقصى شرق المدينة، مع ترك هذه المساحة للأنشطة الترويجية والسياحية ومنفذ وحيد لصيادى البحر.. الأهالى يستشهدون بتقرير جهاز شؤون البيئة سنة 2003، الذى أقر بعدم صلاحية الموقع لأى أنشطة صناعية!! لذلك أناشد مجلس الوزراء والمجلس العسكرى الوقوف إلى جانب حق الأهالى فى استنشاق هواء نقى حرصاً على المصلحة العامة.