x

ويسألونك عن «لم الشمل»

الخميس 21-07-2011 18:02 |


دعوات وممارسات ومحاولات «لم الشمل» لجماعات وفرق منسوبة إلى الدين «الإخوان» و«السلفية الوهابية» و«العنف المسلح بفصائلها»، تحت مظلة الأزهر الشريف - أبقاه الله وقواه - تحتاج إلى ترشيد من جهة الوسائل والمقاصد:


أولاً من جهة الوسائل: غير كاف أن مبادئ وممارسات أولئك ساهمت إلى حد «ما» فى إضعاف دور الأزهر فى العمل الدعوى، بسبب قدحهم ولمزهم لعلماء ودعاة آثروا التجرد للدعوة إلى الحق دون تقليد لهذه الجماعات والفرق، وسبب ذلك صداً لعوام الناس عن الدروس والندوات والنتاج العلمى، وتشويهاً وتحجيماً لرسالة الأزهر خارجياً، لاسيما فى دول تجمعات هؤلاء، بالإضافة إلى محاولات مستميتة لإيجاد مرجعيات بديلة عن الأزهر، تحقيقاً لحلم وسعى لبلد خليجى منشأ تيار معروف بتكفيره للأزهريين ووصمهم بفساد العقيدة!! أو مرجعيات موازية لتيار تطور من عمل خيرى اجتماعى إلى تنظيم سياسى وعنف مسلح!! أو مرجعيات جديدة قلباً وقالباً لتيار يصف المجتمع بالجاهلية وتطور من (عنف فكرى) إلى (عنف مسلح)!، وكان الواجب قبل أى شىء على هؤلاء الاعتذار الواضح عن ممارسات العنف الفكرى، والعنف المسلح.. وإعلان مراجعات فورية عن استحلال الدماء والأعراض والأموال، وعن اتهام المجتمع بالجاهلية، وعن تحريم «عادات» معاصرة (مجالس نيابية، دستور، انتخابات)!!


ثانياً من جهة المقاصد (الأهداف): يجب وضوح الرؤية وصدق النية، لخدمة الدين الحق بواسطة ثقافة الأزهر دون نزاع، القابلة للتعدد والتنوع الفكرى، الجامعة بين التراث والمعاصرة، التى تجدد ولا تبدد، تضبط ولا تشتت!.. إذا اجتمعت وسائل سليمة ومقاصد واضحة تحقق «لم الشمل» لخدمة الدين ونفع الناس.. أما وقد غابت الوسائل وصارت عشوائية «مقابلات» أمام كاميرات التصوير!! وولوج أخلاط من تيارات، معظمها لا يحمل وداً ولا توقيراً للأزهر، إلى مشيخة الأزهر، فهذا يجعل (الأزهر) فى محل تساؤل عن إقراره «أوزار القوم»، وكذلك عدم وجود «مقاصد» تنبئ عن مشروع حضارى علمى يعيد للأمة آمال كبار الإصلاحيين، كالأئمة محمد عبده، والمراغى، وشلتوت - رحمهم الله تعالى - بل «مكاسب» لرموز هؤلاء أمام عوام مقلديهم وغيرهم لمزيد من أصوات انتخابية، أو عمل «فزاعة» ضد «الآخر» سواء من يُنسب إلى شريعة أو لا ينسب إلى شريعة، من أطياف وفصائل متنوعة.. فكل هذا مرفوض، وننأى بالأزهر أن ينزل من علياء شمس العلم الهادية، ليكون مطية لأمور يعف اللسان عن ذكرها!.. والله غالب على أمره.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية