من أهم المبادئ والمعتقدات الراسخة فى الفكر اليهودى: «دع الأعداء يقتتلون حتى توفر على نفسك عناء قتلهم».. وإذا ما استعرضنا تلك الأحداث التى تجرى على الساحة الآن بشىء من التأمل والتمحيص نجد تطبيقاً عملياً لهذا الفكر الخبيث على أرض الواقع.. فهم يجيدون دس السم فى العسل إذا اقتضى الأمر لحماية مصالحهم والحفاظ على أمنهم.. وليس أدل على ذلك من تلك الفتوى الوضيعة الصادرة مؤخراً عن حاخام يهودى تسمح للنساء العاملات لحساب جهاز المخابرات الإسرائيلى «الموساد» بممارسة علاقات جنسية مع الرجال المحسوبين على أطراف معادية، إذا كانت تلك العلاقات تجرى من أجل المصلحة الوطنية!.. ونتيجة لهذه المخططات والتصرفات الحمقاء ما نراه الآن من محاولات حثيثة للنيل من أمن الوطن واستقراره، معتمدين فى ذلك على رصيدهم الهائل وتجاربهم المتراكمة من الأعمال الإجرامية على مر العصور والأزمان بداية من قتلهم الأنبياء، مروراً بسفك دماء الأبرياء وانتهاء باغتصاب الأوطان دون خجل أو حياء.. إنهم لا يملون ولا يسأمون من زرع الفتن ما ظهر منها وما بطن فى شتى أنحاء الوطن.. ومن ثم يسهل عليهم تفتيته وتمزيقه دون شقاء أو عناء.. ومن هنا تأتى أهمية الدور الذى يجب أن تقوم به جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها ومنظمات المجتمع المدنى لمواجهة ومجابهة هذا الزحف الخطير الذى يهدد وحدة الوطن واستقراره وأمنه، والكشف عن ألاعيبهم الدنيئة التى تهدف فى المقام الأول إلى أن نتذيل الأمم بعد أن كنا من أصحاب القمم!.. لقد آن الأوان للضرب بيد من حديد على يد كل عابث يحاول تأجيج نار الفتن، حتى نسلم جميعاً ويسلم الوطن.. وأخيراً أقول كما قال الشاعر: «وطنى لو شُغلت بالخلد عنه.. نازعتنى إليه فى الخلد نفسى».