شهداء الوطن قضية واحدة لا يجوز أن تتجزأ، ولا أن نطالب بالقصاص لشهيد ونتناسى حق الآخر!! ولست أفهم هذا الضغط الشعبى لمعاقبة قتلة شهداء ثورة 25 يناير، فى مقابل هذا التراخى الشعبى تجاه شهداء الوطن الآخرين، ممن لم ينصفوا حتى اليوم، ولم يقتص لهم من قتلتهم أحد!! لقد قتل ألف وأربعمائة مصرى فى فبراير 2006 حين غرقت العبارة فى البحر الأحمر، وخرج القاتل من مصر فى حماية الفساد!!
فلماذا لا نسمع اليوم صيحة تطالب بعودة ممدوح إسماعيل مع حسين سالم ورشيد ويوسف بطرس غالى، أم أن حق شهداء العبارة قد ضاع يا وطن؟ وأسرانا شهداء القوات المسلحة الذين قتلتهم إسرائيل فى سيناء وبلغت بها الوقاحة والتحدى أن نشرت تفصيلات مصارعهم فى فيلمها الوثائقى «روح شاكيد» وكأنها لا تعبأ بنا، فلماذا سكتنا عنهم وتجاهلناهم وهم فلذات أكبادنا، وتعلم الجهات المعنية لدينا أسماء قتلتهم واحداً واحداً، وتواريخ وأماكن قتلهم، ولكننا أشحنا بوجوهنا عنهم!!
ولماذا لا نرى أيضاً أمهاتهم وبناتهم فى ميدان التحرير وشوارع مصر حاسرات الرؤوس، وقد افترشن الأرض يندبن ويصرخن مطالبات بالثأر من قتلة أبنائهن؟.. فليطالب أهالى شهداء الثورة بحق أولادهم، ولكن ليعلم الجميع أن هناك فى بطن الأرض، وقاع البحر شهداء آخرين من أبناء هذا الوطن قد ضاع حقهم، وليس من المروءة ولا الأخلاق ولا الرجولة أن يظل حقهم ضائعاً ونحن شاهدون!!