x

سرطان العقل

السبت 09-07-2011 08:00 |

تبدو كلمة (سرطان) مخيفة على مسامعنا، ولكنى أؤكد أنها و(التعصب) تحملان نفس القوة تقريباً فى تأثيرهما على المريض!! وأنا لا أقصد التعصب الدينى، ولكن ما أتحدث عنه هو التعصب عامة، حيث إن المتعصب مبدؤه الأول والأخير: أنا على صواب حتى لو ثبت لى العكس!! فالمتعصب مشكلته الأولى أنه لا يحتمل ولو بنسبة واحد على عشرة فى المائة أنه خطأ، ومشكلته الثانية هى أنه حتى ولو كان على صواب فلا يقبل أن يكون غيره على صواب أيضاً مبرراً لنفسه: إذا كنت أنا على الصواب فقطعاً أنت على خطأ، فهو لا يقبل غيره على أى حال!!

لقد انتشر سرطان العقل بصورة مفزعة فى الفترة الأخيرة.. فنراه بين مختلف الفئات والأعمار، بين مشجعى فرق كرة القدم، وبين أبناء الدول والبلاد المختلفة، وبين أصحاب الديانات المختلفة بل بين طوائف الدين الواحد، ونراه- للأسف- فى الحوارات اليومية بين الناس وبعضها، وسوف تندهش حينما تكتشف أن أغلب النزاعات اليومية بين الناس سببها وجود مريض- أو أكثر- بالتعصب، فتراه يرفض ويسب ويهين الآخر، وذلك فقط لاختلاف فى وجهات النظر.

إن هذا المرض غالباً ما يكون وراثياً، حيث إن الأسرة لها دور كبير والإعلام فى تشكيل فكر المتعصب وسلوكياته، وبعدها مباشرة تلعب المدرسة ومناهج التعليم والقائمين عليها أدواراً خطيرة جداً فى سلوكه.. أما رجال الدين فتقع على عاتقهم مسؤولية نشر الحب والتسامح والقيم السامية التى دعت إليها الديانات السماوية.. إننا كثيراً ما نكون عرضة لهذا المرض إذا كانت مناعتنا ضعيفة، ولكن من لديهم مناعة قوية من الحب والتسامح وقبول الآخر فلا خوف عليهم أبداً من هذا المرض المفزع.

[email protected]

 

 

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية