x

تهافت التهافت

الخميس 07-07-2011 08:00 |

قال تعالى: «وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين..» وقال أيضاً عز من قائل: «وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إنى لك من الناصحين»، جاء رجل كأى رجل، فجاء اسم «رجل» نكرة للعموم والشمول.. وعندما أخذ القرامطة الحجر الأسود من مكانه بالكعبة المشرفة، وحل بهم القحط والجفاف، وقل الزرع والضرع، حتى جاءهم رجل من أقصى المدينة نصحهم بأن يعيدوا الحجر إلى مكانه.. واستكمالاً لتلك الآيات المحكمات والظواهر الربانية فى خلقه، يمكن القول بأن قدوم الدكتور محمد البرادعى فى فترة من أحلك ظروف مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتقدمه بالمطالب «السبعة للتغيير» للنظام السابق، وعلى رأسها دستورية ترشيح المستقلين لمنصب رئيس الجمهورية، وقيامه بتأسيس الجمعية الوطنية للتغيير، ثم دعوته المجتمع المصرى للدخول فى عصيان مدنى يشمل كل مؤسسات الدولة لحين تنفيذ تلك المطالب «التى ملأت الدنيا عدلاً بعدما ملئت جوراً وظلماً وتوريثاً».

كل ذلك مما أرق نوم الأسرة الحاكمة وأقلق مضجعها لشهور طويلة.. ومروراً بحوادث القطارات والأسفلت، إلى حادث العبارة الشهير، وزوارق الموت، ثم مقتل خالد سعيد، وأخيراً شرارة الثورة التى بدأها محمد بوعزيزى من أرض الزيتون، وحتى بزغ يوم الخامس والعشرين من يناير ليضع المصريين أمام التحدى الحقيقى لهم منذ 7 آلاف سنة ليختاروا هم بأنفسهم ولأول مرة «حاكماً منتخباً»..

 لقد كان موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام نبياً ورسولاً عظيماً: «وكان عند الله وجيهاً»، ورغم ذلك سخروا منه: «.. فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون...» وكما قال فرعون موسى «أم أنا خير من هذا الذى هو مهين ولا يكاد يبين» فلا يليق بالمصريين اليوم وهم مقبلون بإذن الله على أزهى عصور مصر وأهمها أن يقللوا من شأن أى مرشح للرئاسة أو الاستهانة به!.. وأن يردوا الحق إلى أصحابه الحقيقيين من الذين حملوا لواء التغيير، وجعلوه شغلهم وأفنوا من أجله حياتهم.. كما أنه خير للمرشحين النأى بأنفسهم عن التهافت لشغل المنصب، وكأن الجميع أصبحت لديه الوقاية والكفاية وحسن البلاء!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية