لم يعرف جيلنا كلمة احتقان أو فتنة طائفية، فلقد كان المصريون على اختلاف أطيافهم سبيكة واحدة قوية ومتماسكة على مدى العصور.. قد تحدث بعض الخلافات أو المنازعات بين مسلم وقبطى شأنها شأن ما يحدث داخل أى مجتمع، وما يحدث أيضاً داخل الأسرة الواحدة، ولم يكن تحول مسيحى إلى الإسلام أو العكس يثير انتباه المجتمع، ومثله فى حالات الزواج! هناك نقاط مضيئة فى تاريخنا يجب التركيز عليها وإبرازها، ووضع المناسب منها ضمن المناهج الدراسية..
فعندما أراد الخديو إسماعيل إزالة البطريركية التى تعترض استقامة شارع كلوت بك، على أن تقام أخرى بدلاً منها، بالإضافة إلى دار للإقامة، إلا أن البطريرك رفض ذلك، فقال الخديو: «لتكن إرادة البطريرك!» بل وجدنا بعض الأقباط يقيمون المساجد.. فقد أنشأ مرقص بك يوسف مسجداً فى طنطا، وقللينى باشا مسجداً وكنيسة فى المنيا!! أيضاً لابد أن يعرف أولادنا أنه كان يوجد ضمن الخمسة المرافقين لسعد زغلول باشا- عند نفيه إلى جزيرة سيشل- اثنان من الأقباط.. كما كان سعد زغلول ومصطفى النحاس يذهبان بنفسيهما إلى سرادق الانتخابات لتأييد مرشحهم القبطى.. بل كيف نفسر نجاح مكرم عبيد باشا فى محافظة قنا ذات الأغلبية المسلمة فى انتخابات مجلس النواب؟ وأيضاً نعود إلى ما قاله عبدالله النديم: «المسلمون والأقباط هم أبناء مصر الذين ينتسبون إليها، وتنتسب إليهم، لا يعرفون غير بلدهم، ولا يرحلون لغيره إلا لزيارة»!
القاهرة