إن من يقوم بتعذيب «البشر» إنسان غير سوى، ولقد سعدت بخبر قيام النائب العام بفتح ملف تعذيب المعتقلين فى أمن الدولة!!
للتذكرة نشرت لى رسالة هنا بتاريخ 11 نوفمبر 2006 بعنوان (ضرب القفا شفا)، كتبت فيها أننا نتفوق على أمريكا فى أساليب التعذيب، بدليل إرسالها بعض معتقلى تنظيم القاعدة إلينا لتعذيبهم، والحصول على اعترافاتهم!!
قد لا يدرك هؤلاء أن مجرد تعذيب قطة بحبسها ومنع الأكل عنها يُدخل النار، كما أخبر رسولنا الكريم.. فما بالنا بالبشر!!
لقد قرأت كثيراً عن التعذيب، ولكنى قابلت حالتين اهتز كيانى بعنف لهما!! الأولى عام 1971 حينما تعرفت على مجموعة شباب فلسطينيين يعالجون فى مستشفيات القاهرة نتيجة ما أصابهم فى معارك أيلول الأسود (سبتمبر 1970) مع نظام الملك حسين بالأردن!..
والتقيت بمجموعة من أصدقائهم تقيم فى بنسيون ناصية شارع سليمان باشا أمام «الأمريكين».. كان أحدهم يدعى «أبوداود»، ولاحظت ضعف بصره واختلال حركته.. أبلغنى بأنه اعتقل فى إسرائيل عقب نكسة 1967، وأدى تعذيب اليهود له إلى ضعف إبصاره تماماً، وفقده القدرة الجنسية، والكفاءة الجسدية..
كان يقص علىّ ما حدث معه وأنا أرتجف وأبكى بعنف.. وعلق بشجاعة «إنها ضريبة ندفعها لاسترداد الأرض والعرض قريباً».. ما أروعه!! أما الحالة الثانية فقد سببت لى صدمة لا تحتمل.. إلى الغد!!