قال الفنان محمد صبحي، إن الفن في زمن مبارك لم يمس، ولم يهان، ولم يصادر، مشيرًا إلى أن هذا الزمن، الذي وصفه بـ«الملئ بالديكتاتورية» لم يشهد قرارًا بإغلاق مسرحية أو منع عرض فيلم إلا في استثناءات قليلة، التي وصفها بأنها «بعض الأعمال التي تعرض مقتطفات جنسية، تتضمنها قضية سياسة ليظهر العمل وكأنه وطني».
وأضاف «صبحي» خلال استضافته في برنامج «تلت التلاتة»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو خفاجي، على محطة «أو تي في»، أنه قدم مع لينين الرملي أعمالًا كان من المفترض أن يتم منع عرضها منذ اليوم الأول، ضاربًا مثال بمسرحيتي «الهمجي»، و«وجهة نظر»، مؤكدًا أن كل أعماله تم عرضها في التليفزيون دون حذف مشهد واحد، باستثناء جمل كانت تمس كبار الدولة، أشار إلى أنه لم يكن يقصدها من الأساس، واصفًا الفن في زمن التيارات الإسلامية بأنه تحول إلى «معركة ردح»، بعد أن ترك بعض المشايخ الدعوة واتجهوا لمهاجمة الفنانين.
وأشار إلى أنه وصل إلى سن يخشى فيه من القادم، مؤكدًا أنه ضد إهانة الحاكم حتى لو كان ظالمًا، شريطة أن تأتي عدم إهانته بقرار من الشعب نفسه لا بأمر من الرئيس أو من من حوله، لافتًا إلى أنه يتذكر حديث الإخوان في ميدان التحرير عندما قالوا إن «زمن الرئيس الرمز انتهى، وزمن الرئيس الإله انتهى دون رجعة، ويجب أن يحاسب أي رئيس على أي أفعال»، واستطرد «صبحي» قائلًا:« ورغم ذلك لا يوجد أي بند في الدستور يقول كيف نحاسب الرئيس؟، لذا أطالب الرئيس مرسي بعدم توجيه اللوم إلى أي شخص يتجاوز حدوده».
ووصف «صبحي» الرئيس مرسي بأنه «ليس له لون ومن الممكن أن يكون رئيسًا لكل المصريين»، معتبرًا أن دعوته للفنانين لمقابلته في قصر الرئاسة بعد الهجمة الشرسة التي وجهت إلى الفنانين كانت بمثابة «اعتراف كامل من رأس الدولة للفنانين»، مشيرًا إلى أنه طالبه خلال الجلسة بدخول بيوت الفنانين ليرى بنفسه أن بها دين وإسلام وأبناء تربوا جيدًا يعرفون تقاليد دينهم، لافتًا إلى أن الفناين علموا أولادهم من عملهم ولم تصرف عليهم الدولة مليمًا واحدًا، معتبرًا ذلك تخفيف على كاهل الدولة.
وأشاد بالحكم القضائي الذي صدر لصالح الفنانة إلهام شاهين ضد عبدالله بدر، واصفًا القضاء المصري بأنه حائط الصد الأخير الذي يحمي المصريين، لافتًا إلى أنه فوجيء بمحسن راضي، القيادي بحزب الحرية والعدلة، يساله عن عدم اشتراكه في مظاهرة الفنانين التي نظموها بعد تولي مرسي، مشيرًا إلى أنه قال له:«علشان أنا مش خايف منكوا، أنا مشكلتي إني عايز أختلف معاكوا من غير ما أكون خايف، وأنا انتقدك من غير ماتكون بتهددني»، مختتمًا حديثه بأن الفن في زمن التيارات الإسلامية تحول إلى معركة ردح، مؤكدًا أن الفنانين قادرين على إن يقودون حركة ثقافية قوية.