قررت روابط المعلمين المستقلة، التراجع عن تنظيم الاعتصام المفتوح، الذي سبق أن أعلنت القيام به، السبت، أمام وزارة التربية والتعليم، لتأخر صرف نسبة الـ50% كمرحلة أولى من كادر المعلمين بعدد من المحافظات، وعدم تحديد موعد محدد لصرف المرحلة الثانية، بسبب الأزمة السياسية الراهنة.
وقال الدكتور محمد زهران، نقيب معلمي المطرية، إن المعلمين تراجعوا عن قرار الاعتصام أمام التعليم، والذي كان محددا له، السبت، وذلك بسبب «الظروف التي تشهدها الحياة السياسية في مصر الآن».
وأشار إلى أنه «مع اشتعال الأحداث مساء الجمعة أمام قصر الاتحادية كان من غير المقبول أن يتوجه المعلمون بمطالب فئوية أمام الوزارة، في الوقت الذي خرج فيه آلاف المصريين للمناداة بمطالب الثورة العيش والحرية والعدالة الاجتماعية».
وأوضح «زهران» أن المعلمين متواجدون في كل الميادين جنباً إلى جنب مع الثوار، حتى لا ينفصلوا عن الشارع المصري، وذلك لأن «هناك هدفا أسمى من أي مطلب فئوي».
وأكد «زهران»: «حتى الآن لن يتم تحديد أي موعد لاعتصامات أمام التعليم حتى هدوء الأوضاع واستقرارها، وتنفيذ مطالب المتظاهرين».
وأكد أيمن البيلي، وكيل النقابة المستقلة للمعلمين، التراجع عن تنظيم أي وقفات أمام المعلمين، أو رفع «مطالب المعلمين الفئوية» في ميدان التحرير، مشدداً على أن المعلم جزء لا يتجزأ من النظام الاجتماعي والسياسي، وأن لديه من الوطنية ما يجعله يتراجع عن أي «مطالب فئوية».
وشدد «البيلي» على أنه إذا ما تحققت أهداف الثورة سينصلح معها أيضاً حال المعلم، والذي يطالب هو أيضا بالمبادئ الثلاثة التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير، وهي «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية».
من جانبه، أكد محمد السروجي، المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم، أن الوزارة استطاعت توفير 1.5 مليار جنيه على الرغم من أن المخصصات المطلوبة للمرحلة الأولى من الكادر 1.4 مليار فقط، ما يعني أن الوزارة لم تتلاعب بالمعلمين بل استطاعت في فترة وجيزة توفير أكثر من المبلغ المطلوب للمرحلة الأولى.
وأكد أن التأخير في الصرف لا علاقة له بالوزارة من قريب أو بعيد، وإنما نتيجة لوجود بعض المشاكل الإدارية في بعض الإدارات التي تأخر فيها الصرف.
وعن المرحلة الثانية من كادر المعلمين أكد «السروجي» وجود حوار دائم بين كل من رئاسة الوزراء ووزير التربية والتعليم، وذلك لتوفير المخصصات اللازمة للمرحلة الثانية، والتي سيتم الإعلان عنها خلال الشهور القليلة المقبلة.
وأشاد «السروجي» بموقف حركات المعلمين «الذين فضلوا المصلحة العليا للبلاد عن مصلحتهم الشخصية»، وتأجيل الاعتصام أمام الوزارة، خاصة بعد اشتعال الأحداث الأخيرة، مؤكداً على حق المعلمين في التظاهر السلمي والتعبير عن آرائهم وعرض مطالبهم.