قد لا يدرك الكثير منا أن ما نقع فيه الآن من فتنة طائفية مرجعه ثقافة سوء ظن بعضنا ببعض، فالله سبحانه وتعالى ينادى بحسن الظن به وبرحمته وبعدله وحسن الظن بالآخر. وقد تفشل علاقات كثيرة مع اختلاف الأديان والثقافات لعدم القدرة على حسن الظن وإيجاد أعذار تتيح لنا إيجاد مساحة من السماحة والعفو للآخر، فأعقل الناس أعذرهم للناس.
لقد تفشى فى مجتمعنا مرض نفسى يتعلق بسوء الظن بالآخر يصل إلى حد الإيمان بنظرية المؤامرة حتى أصبح هذا الشعور ينتقل بالعدوى وبالتوارث بيننا مما أدى إلى هذه الدرجة من الاحتقان الطائفى ويخلق نشأ عليل النفس يلقى بأخطائه على شماعة الظلم والمؤامرة التى تحيط به فى حياته!..
ما نعانيه الآن من فتنة طائفية هو صورة من رسوخ ثقافة المؤامرة عند كل طرف منا، ومنشؤها سوء الظن ببعضنا وهو ما يوجب على المؤسسات التعليمية والدينية توضيح رؤية جديدة للتعامل مبنية على حسن الظن بالآخر والتعامل بشفافية وسماحة من شأنها تأكيد الروابط والصلات بين الناس على أساس حسن الظن بالآخر لا سوء الظن به.
صيدلانية