x

الساجد

الثلاثاء 07-06-2011 08:00 |

إلى كل من يعتقد أنه «احتكر الحقيقة لصالحه».. أهدى هذه القصة القصيرة: «سلم الإمام منهيا صلاته وكذا فعل كل من بالمسجد إلا رجلاً واحداً لم ينه صلاته بعد، بل ظل ساجداً، لم يلتفت إلى الأمر أحد فى البداية، لكن سجود الرجل قد طال حتى بدأ القلق يتسلل إلى قلوب المصلين فقام أحدهم ليطمئن عليه، وبلمسة خفيفة من يد الرجل لكتف الساجد حتى سقط الأخير أرضاً.. لقد مات!.. تجمع خلق كثير حول جثته، فتشوا فى ثيابه عن أى شىء يخبرهم بهويته فلم يجدوا معه سوى هاتفين جوالين ثمينين وساعة فاخرة من الذهب الخالص وخاتم ذهبى أيضاً!.. فيبدو أنه ميسور الحال.. وبعض الكبسولات الدوائية.. فقال أحدهم بادئا النقاش: هذه أول مرة أرى هذا الرجل هنا فى المسجد!.. إنه غريب عن المنطقة.. حسبما أظن!..

ويبدو أنه مريض وإلا فلمَ يلازمه هذا الدواء. أصبت يا ولدى، فقد رأيته يبتلع أحدها قبل أن يصلى.. يبدو أن الألم قد داهمه.. لقد سمعته فى أول سجدة يتضرع إلى الله كى ينقذه.. أتدرى يا شيخ مصطفى، لقد مر بجوارى وأنا داخل إلى المسجد ثم اختفى بين الصفوف وصلى مباشرة.. هل صلى دون وضوء؟.. تبدو عليه أمارات الصلاح فحتماً توضأ فى بيته قبل أن يجىء!.. صحيح يا مولانا، فقبل أن يؤذن للصلاة بلحظات رأيته يهرول تجاه المسجد حتى لا تفوته الجماعة!.. فلنبحث فى هاتفيه هذين عن رقم منزله لنحدث أهله ونخبرهم بأنه قد مات.. مات ساجداً!.. يا لها من ميتة بحق من رزقك بالولد بعد طول صبر يا أستاذ إسماعيل، إننى مستعد أن أهب نصف ثروتى لقاء ميتة كهذه!..

 وبينما الإمام ومأموموه مجتمعون حول الرجل المبكى على عمره، إذا بشرطى يدخل عليهم حاملاً فى يده جهاز اتصال (لاسلكى)، نظر إلى المتوفى ثم قال مخاطباً الجهاز: «تمام يا سيدى الضابط، لقد وجدنا اللص مختبئاً فى مسجد صغير، فقد كان يتظاهر بالصلاة حتى يفلت من أيدينا وبحوزته المسروقات التى تم الإبلاغ عنها!.. لكنه فارق الحياة، يبدو أنه تناول جرعة زائدة من الكبسول المخدر كى لا يتأثر بالضرب إذا ما قبض عليه، سأطلب سيارة إسعاف لتنقله إلى المشرحة وسأقفل أنا المحضر حالاً.. انتهى».

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية