x

نحن شعب لا يموت

الثلاثاء 07-06-2011 08:00 |

(جزى الله الشدائد كل خير *** عرفت بها عدوى من صديقى)

هاهو الخامس من يونيو يطرق أبوابنا محملاً بالكثير من الدروس والعبر التى يمكننا اتخاذها زاداً يعيننا فى مسيرتنا عبر دورب التاريخ.. الخامس من يونيو، ذلك اليوم الذى يقول بلسان عربى فصيح إن صراعنا مع الكيان الصهيونى صراع وجود، لا صراع حدود، يقول إننا فى الخامس من يونيو عام سبعة وستين خسرنا معركة ولم نخسر الحرب.. يوم يقول إن الشعوب لا تموت، ودوماً تلين للشعوب مغاليق الأبواب، وإن الضربة التى لا تميتنى إنما تزيدنى قوة، وإن الانحناء للريح الهوجاء لا يعنى دوام الانحناء.. يوم يقول إنه ما ضاع حق وراءه مطالب، وإن الثأر واستعادة الحق إنما هى مكونات تجرى فى الدم المصرى والعربى.. يوم يقول إن الجسد العربى وحدة واحدة حين يجد الجد، وإنه إذا اشتكى قطر عربى تداعى له سائر الوطن بالسهر والحمى.. يوم يحدثنا بأن وحدة الآمال والآلام العربية ممكنة وممكنة جداً، يوم تصدق النوايا وتتجلى النخوة العربية والإباء العربى الأصيل..

 الخامس من يونيو يحمل الدرس الثرى بأن الزعامة لها رجالها الذين ربما تتكسر بعض رماحهم، ولكن تبقى عزائمهم صلبة وأبية، تتحدى الراغبين فى تحطيمها وتغييب شعلتها.. الزعامة التى تأبى التوقف عند أول منحنى، لأنها تعرف كم فى الطريق من انحناء وتعرف أن سلاحك إن تلقه فأنت قتيل به، يوم يجدد معرفتنا وإيماننا بأن منطقتنا العربية إنما هى مطمع لذوى النفوس المريضة فى الشرق والغرب، الذين يدعون مسؤوليتهم عن نشر الحرية والعدالة والكرامة على كوكبنا الأرض، وهم فى حقيقة الأمر أعداء للحق وللعدل وللإنسانية، وأنهم دوماً يضيعون المسافة الفاصلة بين ذئب الجانى وبراءة الضحية..

الخامس من يونيو لم يكن الوحيد فى تاريخ الإنسانية، بل هناك أيام عديدة تتحدث عن أن أراضى هنا وهناك وقعت فى قبضة الأعداء وحررتها دماء الشهداء، بل إن عواصم تسد عين الشمس وقعت فى يد الغزاة وعادت حرة بدماء بنيها واسألوا باريس.. الخامس من يونيو يشهد بأننا أمة لم تمت ولن تموت، وأنها تأخذ من عثراتها حافزاً لمعاودة النهوض، واستعادة الهمة، والسير قدماً مع تعويض ما فقدته لحظة الإخفاق، فالبعيد مع السير يصبح أكثر قرباً، ربما الانتكاسات فى حياة بعض الشعوب قد أفاد الناس منها أضعاف ما أصابوا فى الانتصارات.. الخامس من يونيو يحكى بأن مصرى الخامس من يونيو هو نفسه مصرى السادس من أكتوبر، هو الذى صمم على الثأر وتحرير الأرض والعرض وكان له ما أراد.. الخامس من يونيو يوم يحمل لنا الدروس التى لا غنى لنا عنها.. فهل حقاً ندرك ما لهذه الدروس من أهمية بالغة؟!.. أخشى أن تكون الإجابة بغير نعم!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية