خرجت ملايين الشعب المصرى إلى ميادين مصر يريدون إسقاط النظام، والنظام ليس رئيس الجمهورية فقط، النظام منظومة فكرية وسلوكية لمجموعة رجال ومؤسسات تدير شؤون البلاد والعباد خلال فترة زمنية معينة، هذه المنظومة تمثلت فى مؤسسة الرئاسة و«الحزن» الوطنى والسلطة والسلطة التشريعية ممثلة فى مجلسى الشعب والشورى، والمجالس المحلية والسلطة التنفيذية والأبواق الإعلامية الحكومية المطبلة للنظام، المضللة للشعب!!..
تحالف هؤلاء جميعاً ضد الشعب، وتعاهدوا على المصالح الشخصية، فانتشر الفساد فى الأرض، وتفشت الرشوة بين الخلق، وأكلت المحسوبية كل حرث، وتاه الناس بين ماضٍ مؤلم، وحاضر مجحف، ومستقبل مظلم، وازداد الطغاة ثراء وتجبراً وطغياناً، وانزوى الشرفاء، وضاعت الآمال واختفى الطموح، حتى جاءت ثورة يناير بقيادة شباب مصر، فأحيوا أحلام شيوخها، وأضاءوا مستقبل أطفالها، ورغم ذلك لم يسقط النظام!!..
و«الحزن» الوطنى مازال جاثماً على الصدور، يعمل فى الخفاء، فالسمات الشخصية لرجاله نعرفها فهم يتلونون كالحرباء، ويلحسون كل مائدة، يسبحون بحمد كل حاكم لتحقيق مصالحهم الشخصية، مازل «الحزن» الوطنى متغلغلاً فى النجوع، والكفور، والقرى، والمدن، والمحافظات، والمؤسسات، والشركات، والجامعات، والنقابات، فكل القيادات تدين له بالولاء، لذا يجب أن تتخذ الإجراءات القانونية والثورية لإزاحة «الحزن» الوطنى من على صدر الوطن!
المجالس المحلية صبية الحزن المبشرون بالسلطة والثروة، تثير الفتن بين الناس، وتنشر الشائعات، وتزعزع الأمن، وتسيّر المظاهرات الفئوية، وتعطل المصالح القومية، وتسعى لإجهاض الثورة الشعبية، لذا يجب مراقبة أعضائها قبل أن تبدأ الانتخابات التشريعية حماية للثورة ومستقبل الوطن.. أما الأبواق الإعلامية فبرغم الإطاحة بالقيادات، فمازال أعوانهم يتربصون بالثورة فاحذروهم!!
فى مؤسسة الرئاسة مازال أعوان رئيس ديوانها، زعيم تمثيلية نقد السلطة التنفيذية فى البرلمان، أحراراً يتحركون مع فلول «الحزن»، ويسعون لإجهاض الثورة، لذا يجب أن توضع قيادات مؤسسة الرئاسة وكل من له علاقة بالنظام البائد قيد الإقامة الجبرية حماية للثورة، حتى يتمكن الشعب من وضع دستور جديد لا عوج فيه ولا مصلحة منه إلا خير مصر، ثم يختار نوابه بحرية، وينتخب رئيسه بكل موضوعية، وقتها ندرك أن الشعب أسقط النظام.. أحداث عديدة تؤكد أن النظام لم يسقط، وأن خلاياه فاعلة فى الخفاء، فسيناريو الأحداث يؤكد أن ما حدث خطط له، ألا يدل ذلك أن «الحزن» الوطنى مازال جاثماً على صدر مصر، وأن الشعب لم يسقط النظام بعد؟!
أستاذ بكلية الآداب - جامعة المنوفية