لا تستغرب هذا العنوان، فهذه هى حقيقة الموقف الذى نحن فيه.. سوف تعارضنى وتقول إن هذا خاطئ، لقد سقط حسنى مبارك وعائلته بفضل الثورة، وحاشيته الآن فى السجن ولكن ماذا فعلنا نحن؟ قمنا بالثورة!.. ثم ماذا بعد؟ ألا ننتظر حتى نجنى ثمار الحرية والعدالة المرجوة؟ لا.. بل ننتهز الفرصة ونطالب بحقوقنا ونعلو بأصواتنا ونعتصم ونتظاهر من أجل زيادة الأجور والمساواة والعدالة، لا أفهم كيف نطالب بالعدالة ونحن لا نعدل عندما نطالب بهذه الأشياء؟ إنهم يقولون إن الاستثمارات الآن فى مصر وصلت حد الصفر، والديون الخارجية والداخلية أصبحت تمثل 90٪ من الناتج القومى!!..
ومع كل هذه العقبات نرى الأطباء يضربون عن العمل، والصيادلة يحتجون، والمعلمون يتظاهرون والعمال، وغيرهم والكثير من المطالبات الفئوية التى مللنا سماع أخبارها، هل يجيب أحد عن سؤالى: أيهما أولاً الحق أم الواجب؟ هل سمعتم عن مدير يدفع الراتب قبل أداء الموظف أو العامل عمله؟ إذا كانت إجابتك بلا، ففسر لى كيف تظل هذه المطالبات فى استمرارها قبل البدء فى العمل، والمساعدة على نهضة البلد «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».. نحن لم نتغير، ولم نفهم بعد أننا لن نتقدم صوب الحرية والرقى إلا عندما نعمل.. اليابان عندما ضربها الزلزال الأخير رفعت عدد ساعات العمل لتعويض ما خسرته ولم يحتج المواطنون، لأنهم يوقنون بُعد الأزمة التى هم فيها أما نحن.. فلا!!