على مدار الثلاثين عاماً الماضية، نجح النظام السابق وحزبه الوطنى الحاكم فى الانفراد بالسلطة وتهميش دور المؤسسات، والاكتفاء بترديد الشعارات الزائفة الكاذبة من أجل محدودى الدخل.. نجح فى زراعة أرض مصر من الشمال والجنوب والشرق والغرب ببذور الفساد والبلطجة والفرقة بين أبناء الشعب، وعمل بكل جهد واجتهاد على زيادة شعور الكراهية لدى المواطن المصرى، وكان الرأى الأوحد السائد الذى يُستمع إليه فى إخافة الآمنين من مستقبل مظلم غير مستقر، وقد نجح فيما زرع نجاحاً عظيماً، فى حين فشل فشلاً ذريعاً فى زراعة ما يحتاجه المواطن المصرى البسيط من غذائه اليومى!
والآن بعد سقوط هذا النظام وجد الشعب المصرى نفسه أمام أشجار الفساد التى زرعها النظام السابق، وهى العائق أمام الاستقرار أو التفكير فى التنمية والتقدم والإصلاح، وأصبحت هذه الأشجار هى الأداة التى تستعمل لحرق الوطن المصرى كله بمن فيه من أبنائه، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، فالنار لن تفرق بيننا حسب الديانة أو الفكر!!..
يحتم هذا الأمر على المجلس العسكرى سرعة اقتلاع هذه الأشجار من جذورها وحرقها، ومحاسبة كل من يعمل على رعايتها وتنميتها من أتباع النظام السابق، الذين يريدون لمصرنا الغالية وأهلها السوء والشر، وحتى لا تحصد ثورة 25 يناير ثمار الفشل الذى زرعه النظام السابق، وحرصاً على أرض مصر الطيبة وأبنائها على اختلاف طوائفهم ومللهم، ولكى نتفرغ جميعاً من أجل توفير الحياة الكريمة الآمنة، وإصلاح ما أفسده النظام السابق، لكى نصبح خلفاء الله فى الأرض ونكون خير أمة أخرجت للناس.. وأختم بقوله تعالى فى سورة البقرة: (رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات).. آمين.
