تعرضت أمنا الحبيبة مصر منذ فترة ليست قصيرة لوعكة صحية بسيطة لا تحتاج فى علاجها إلا لإعادة تنظيم حياتها، وترتيب أوراقها من جديد حتى تستعيد نضارتها ورونقها..
ولكن- ومع الأسف- كان الأطباء المشرفون على علاجها يرون غير ذلك، وظلوا جاثمين على أنفاسها، ويصفون لها الأدوية التى من شأنها أن تزيد من الحالة المرضية، وبذلك يضمنون البقاء والاستمرار وازدياد الحالة سوءاً والاستفادة من استمرار قبض الأتعاب!!
فأصبح الجسد لا يستطيع الوقوف على قدميه.. فالقلب لا يضخ الدماء إلا لأماكن خاصة جداً!!
والكبد والكليتان أصبحت غير قادرة على إفراز الإنزيمات التى تقاوم السموم والفساد.. وصارت العينان لا ترى إلا أصحاب النفوذ المتمتعين بخيراتها!!
وعندما بلغ المرض أشده وانتشر فى جميع أجزاء الجسم الهزيل للدرجة التى تنذر بسقوط الجسد، ولن تكون له قائمة.. هنا ظهر الأطباء المتخصصون بحق.. وقاموا بإنقاذ مصرنا الحبيبة فى يوم 25 يناير بإجراء جراحة دقيقة عاجلة شملت استئصال رؤوس الفساد.. وتمت العملية بنجاح باهر فاق كل الحدود.. وبدأ الجسد يستعيد حيويته.. ولكن ليس مجرد إجراء العملية فقط هو الهدف المنشود، ولكن متابعة ما بعد العملية هو الأهم من إجرائها، وهذه المتابعة هى التى ستحكم ما إذا كانت كافية أم تحتاج إلى تدخل جراحى آخر، والخوف كل الخوف من أن يتعرض الجرح للتلوث الخارجى من الميكروبات والجراثيم، التى تلاحق الجسد، ولا ترضى له الشفاء!!
لذلك فالمطلوب من أطباء 25 يناير أن يكونوا على علم بأن متابعة العملية بعد إجرائها أهم وأصعب بكثير من إجرائها!! وعليهم أيضاً أن يحذروا من خطف نجاح الثورة لصالح أهداف خاصة!! فإننا فى وقت نحاول فيه استعادة الدولة وبناءها من جديد على أسس متينة، ترسخ العدالة الكافية لحل معظم تلك المشكلات، التى تراكمت عبر سنوات عصيبة.
استشارى الجراحة العامة- طنطا