x

من يعيد الحق الآن؟

السبت 21-05-2011 08:00 |

سبعة عشر عاماً مضت بعد أن وقع علىَّ وعلى سبعة عشر آخرين ظلم جائر واغتصاب لحقوقنا، وفى كل ليلة من ليالى تلك السنوات كنت أبتهل إلى الله أن أرى فيمن ظلمنى واغتصب حقى يوماً، وأن ينتقم الله منه ويرد الحقوق إلى أصحابها!!


 نعم تقدم بى العمر ولكننى لم أستسلم، ولم أكف عن الدعاء إلى الله، وكان عندى بصيص من الأمل، إلى أن أجاب الله دعائى وابتهالاتى.


والحكاية بسيطة وتتعلق بعدد من المصريين من أبناء الطبقة المتوسطة الذين يمتلكون أو يديرون أعمالاً صغيرة أو متوسطة، فمنهم الطبيب والضابط والمهندس، وقد جمع هؤلاء كل مدخراتهم الحلال التى كونوها من جهدهم وكدهم وقاموا ببناء منازل لهم فى منطقة «رأس الحكمة» بمحافظة مرسى مطروح، وهى منطقة من أجمل بقاع مصر قاطبة، وكانت المنطقة بها استراحة لرئاسة الجمهورية إبان حكم الزعيم جمال عبدالناصر، ولم تكن مسورة، وكانت بسيطة للغاية وظلت على هذا الحال خلال حكم الرئيس أنور السادات، إلا أن الحال انقلب فجأة، ولن أطيل فى شرح قلب الأحوال، إلى أن صدر قرار إدارى فى عام 1994 من السيد وزير السياحة بهدم وإزالة تلك البيوت بدعوى أننا مغتصبون لأملاك الدولة!!


ولم ينتظروا حتى تصدر محكمة القضاء الإدارى حكمها وتم تنفيذ الإزالة، وصدر حكم المحكمة بعد ذلك لصالحنا وبعده صدر حكم المحكمة الإدارية العليا أيضاً لصالحنا ثم أصدر السيد رئيس الجمهورية السابق قراراً جمهورياً بأن تخضع منطقة رأس الحكمة لإشراف وزارة السياحة، ومع ذلك فقد صدر لنا حكم من المحكمة الدستورية العليا بأن الإشراف لا يعنى الامتلاك وحتى الآن لا أستطيع أن أصل إلى أرضى التى أمتلكها من حر مالى!!


وقد صدر لى ولغيرى حكم بتعويض عن المبانى التى أزيلت، وهذا الحكم لا أعرف عنه أى شىء، حيث إننى استعوضت الله، ولكنى فى قرارة نفسى لم أستسلم، واكتفيت بالدعاء ومناجاة رب العرش العظيم فى كل من ظلمنى وظلم غيرى وسلبنا حقوقنا..


والآن نداء إلى كل من يهمه الأمر، إذا أراد رفع الظلم فله جزيل الشكر، أما أنا فأحمد الله أنه جاء اليوم الذى تحقق فيه دعائى وابتهالى إلى الله، ورأيت فى معظم من ظلمنا أياماً سيذكرها التاريخ، وسبحان رب العرش العظيم الذى لا تضيع عنده الحقوق، واللهم لا شماتة!


مهندس


[email protected]

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية