عانينا وانشغلنا كثيراً بالبحث عن الأخت وفاء، ثم بحثنا عن الأخت كاميليا ثم أشعلنا إمبابة ومصر كلها بحثاً عن الأخت عبير!! كل هذا ولا يهتم أحد بالبحث عن الأخت مصر!!
فمصر التى خرجت منذ أكثر من ثلاثين سنة لم تعد حتى الآن، حتى بعد أن خرجنا كلنا يوم 25 يناير لنعيدها.. لكنها للأسف لم تأت، والغريب أننا نتعامل كلنا مع المشكلة بشكل كبير من المغالطة والسطحية بدءا من رجل الشارع العادى مروراً بالإعلام انتهاءً بالحكومة والمجلس الأعلى.. فمصر لن ترجع بالعويل أو بالفرجة أو بالبطء والتراخى، إنما ستعود بالحسم والجدية والعمل.. الحسم أمام كل من يثير الفتنة التى أصبحت لا تقبل الشك، إنها من أنصار النظام السابق، فإذا أمعنا النظر فى كل ما يحدث لنا فلن نجدهم بعيدين عنها!!
وهناك أسئلة لابد لها من إجابات فمثلاً أجمع شهود العيان فى حادث إمبابة أنهم فوجئوا بالمبانى المحيطة بالكنيسة هى أول من خرج منها طلقات الرصاص ولم تفرق بين مسلم ومسيحى، أى أنه أمر معد منذ البداية ومجهز مسبقا بالأسلحة، هناك أنباء عن اتصال من أحد أعضاء الحزب الوطنى عن مكان اختفاء البنت التى أسلمت أفلا يثير ذلك مئات من علامات الاستفهام؟!
إننى لا أبرئ بعض السلفيين من التوتر الذى يحدث فى مصر -وإن كنت أبرئهم من حادثة إمبابة- ولا أبرئ أيضا قادة الكنيسة فى مصر من تهاونهم فى حق شعبهم بعدم تأييد شباب المسيحيين الذين خرجوا إلى الميدان لكى يقولوا كلمة حق، ولا الإخوان الذين تخلوا عنا فى البداية إلا من شبابهم، وتخلوا عنا فى النهاية إلى أحضان الحاكم لأنه أعطاهم بعض المكاسب، فقفزوا من السفينة سريعاً ليركب عليها السلفيون!!
أما قادة الأقباط فلم يركبوها وبالتالى لم يقفز أى منهم وكأنهم يعيشون فى دولة أخرى!!
وبين هؤلاء وهؤلاء تتوه مصر.. ليس الآن وقت من هو المخطئ، ومن هو المصيب فيجب أن نقف لنبنى الوطن ليصبح متعافيا ثم نتكلم فى التفاصيل، فلا يتكلم أحد عن ديكورات أى مسكن فى الدنيا قبل بنائه.. أرجوكم جميعا دعونا نبحث عن مصر أولا ثم نناقش كيف نحكمها!!
القاهرة
sayed.shoman@gmail.com