x

وخزة

الأربعاء 18-05-2011 18:23 |


أخذ يمرر إصبعه على جرح براحته، ابتسم كأن الوخز يسعده، لم يستطع أن يحول بصره عنه.


قالت له زوجته: لو تركته هكذا للشمس سوف يلتهب، أنسيتَ؟!... وأسرعتْ ببعض الشاش والقطن لتضمده.


مع كل لفة كان يشعر بوخزة، عندما تضغط على الجرح يغمضْ عينيه مستمتعاً.. أطرقت برأسها قائلةً: «ازدادت الندبات يوماً بعد يوم.. وماذا بعد؟»


قبل عامين..


أبى أنت تؤلمنى.. جرحى لم يلتئم بعد. قالتها ونحن نخطو بسرعة لنعدو الشارع، فتحت يدى الهوينى فتشبثت أكثر وابتسمتْ محدقة بى.


رمقتها بكلتا عينى رغم أنى كنت أنظر أمامى.


أبت أن تجلس على المقعد قبل أن تمشط شعرها جيداً وتضع أحمر شفاه لون الفستان وتمسح حذاءها جيداً.


قلتُ لها: وهل سيظهر الحذاء أيضاً فى الصورة؟!


قالت: ربما ولم لا؟ فأنا أريد كل شىء - الفستان والحذاء والشراب - فى الصورة.


جلستْ على المقعد كفتاة عشرينية وليست كطفلةٍ فى ربيعها الخامس.


التقط لها المصور الصور اللازمة للتقديم ثم صورنا معاً. ثم ابتعت لها حذاءً متيناً من وجهه نظرى ولائقاً على ملابس العيد من وجهة نظرها.


بائع البالونات.. وأنا وهى فى الجهه المقابلة.. مازلت أقبض على راحتيها بينما صوتُ فرقعةٍ يدوى تحت عجلات السيارة.. فى لحظة هرع الناس ينشلونها فى هرج ومرج.. وإذا بى أقبض على الهواء.


يبحثون عن ذويها وأنا أنظر ولا أكاد أصدق..


ليت عقلى جُـن منذ لحظة..


ليتنى فارقت المنية منذ لحظة..


ليتنى ما وخزتها منذ لحظتين..


بعد خروج زوجته.. فتح درجاً.. أخرج منه شيئاً وشرع يحفر لجرحٍ جديد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية