اقتربت ماليزيا من أجواء الربيع العربى مع احتشاد آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة الماليزية، السبت، فى العاصمة كوالالمبور مطالبين بإجراء إصلاحات قبل الانتخابات المتوقع إجراؤها فى النصف الأول من العام الجارى.
وأكد مات سابووهو، أحد زعماء حزب المعارضة الإسلامى الرئيسى «باس»، أنه من المتوقع حدوث زيادة كبيرة فى أعداد الحشود فى ستاد «ميرديكا» لكرة القدم بوسط العاصمة. وانضمت جماعات المجتمع المدنى التى تطالب بإصلاحات انتخابية وتحسين نظام التعليم وحقوق الإنسان للاحتجاج، وقال أحد المشاركين فى المظاهرة (29 عاما): «حكومتنا فاسدة ويجب أن تستمع لنا، وهذه الحكومة تحتاج لإصلاحات»، مشيرا إلى أنهم يحكمون البلاد منذ أكثر من 50 عاما.
وأكد قائد شرطة المدينة محمد صالح أن السلطات ستساعد فى تسهيل المسيرة لضمان سلامة المشاركين، وأضاف: «ملتزمون بخروج تلك المسيرة خالية من المشكلات»، علماً بأن ماليزيا شهدت فى إبريل الماضى إصابة أكثر من 1000 شخص واحتجاز المئات بعد أن فرقت الشرطة حشوداً كانت تطالب بإجراء إصلاحات انتخابية.
وجاءت مظاهرات المعارضة رغم إعلان الحكومة منذ شهور عن قانون جديد للأمن ينهى اعتقال الشرطة المشتبه فيهم لأجل غير مسمى، واعتقال الأشخاص بسبب انتماءاتهم السياسية، لتنفذ بذلك تعهداً بإلغاء تشريع قديم يُستخدم منذ مدة طويلة فى خنق المعارضة السياسية، حسب تعبير قياداتها.
وحلّ هذا القانون محل قانون الأمن الداخلى الصادر عام 1960 الذى كان يهدف فى الأساس إلى محاربة التمرد الشيوعى، لكنه أصبح رمزاً للاتجاهات السلطوية للحكومة.
كانت الحكومة قد أعلنت حزمة إصلاحات عام 2011 تضمنت إلغاء 3 قوانين لإعلان حالة الطوارئ صدرت عقب أحداث شغب ونزاعات وظروف طارئة وقاهرة هددت أمن البلاد.