يروى الفيلسوف الصينى «لى هنز» تلك الأسطورة: فوق تلال غابة نائية كان يعيش رجل شيخ مع ابن له وجواد.. ذات يوم هرب الجواد، فأقبل جيران الشيخ يواسونه فى نكبة فقدان جواده.. فقال لهم: ومن أدراكم أنها نكبة؟
فذهل القوم وقفلوا راجعين.. وبعد بضعة أيام عاد الجواد من تلقاء نفسه مصطحبا معه العديد من الخيول البرية، فأسرع القوم إلى الشيخ يهنئونه على هذا الخير، فقال لهم: ومن أدراكم أنه خير؟ فسكتوا مذهولين.. وفى أحد الأيام امتطى ابن الشيخ أحد الجياد العنيدة فسقط من فوق صهوته وقد كسرت ساقه.. فرجع القوم إلى الشيخ يشدون من أزره مبدين تعاطفهم وحزنهم الشديد لما حدث لولده من حظ عاثر. فصدمتهم الشيخ مرة أخرى قائلاً لهم: ومن أدراكم أنه حظ عاثر؟
فانصرفوا واجمين.. وتمر الأيام وإذا بالحرب تندلع ويقذف فى أتونها خيرة الشباب الذين لقى معظمهم حتفه فيها وينجو ابن الشيخ الذى أعفى من الذهاب إلى الحرب بسبب العرج الذى أصابه من جراء سقوطه من على صهوة جواده، وأخيراً كأنى بالفيلسوف الصينی أخاطب كل من ناله أمر من أمور الدنيا ظنه خيرا أو شرا: ومن أدراك؟!