«عدى النهار والمغربية جاية بتتخفى ورا ضهر الشجر.. عشان نتوه فى السكة شالت من ليالينا القمر».. هل هذا ما حدث فى عصر مبارك؟..
أصبحت حياة المصرى كلها ليلاً. وليلاً بدون قمر، بدون نجوم، حتى يمكن بدون كهرباء!..
هذا ما حدث بالفعل أصبحت حياتنا ظلاماً فى ظلام!.. وكما قال القرآن على فرعون «استخف قومه فأطاعوه»، أصبحت حياة المصريين كذبة كبيرة، صدقها الشعب وأقرها النظام، ووكرت فى القلب والوجدان!.. لا صوت يعلو فوق صوت الحكومة، لا صوت يعلو فوق صوت البوليس!
«أبدا بلدنا ليل نهار بتحب موال النهار.. لما يعدى فى الدروب ويغنى قدام كل دار».. هذا ما قاله شباب الـ«فيس بوك» «شباب ثورة التحرير «بلدنا بتحب النهار، وبتحب النور، وعنده أمل فى بكرة وبعد بكرة ولسنوات وسنوات، ولن نفقد الأمل ولن ننهزم لأن أولاده وشبابه اجتمعوا معاً وتشابكت أياديهم وتوحدوا فأصبحوا صوتاً واحداً، وجسماً واحداً وعمراً واحداً، فكانت مصر الحبيبة هى التى تتكلم والتى تهتف والتى تنادى وتقول (الشعب يريد إسقاط النظام.. يسقط أعداء الحرية.. يسقط أعداء الوطنية يسقط أعداء مصر)!
«واجتمعت كل الأيادى من كل بيت فى العز.. نادى عالطريق وتقول بلادى بلادى».. فتجمع الشعب بجميع طبقاته المسلم والمسيحى، الصغير والكبير حتى الأطفال، والمهندس والطبيب والعامل والمدرس.. الرجل والمرأة كانوا كلهم معاً يحميهم الجيش، وكأن مصر الجميلة الأم الحبيبة أخذت أولادها فى حضنها مدافعة عنهم بيديها، وصوتها ينادى «شعبى يريد إسقاط النظام!..
شعبى يريد إسقاط النظام».. سالت دموع الأم فبللت شعورهم، وسالت على خدودهم فغمرتهم غمراً، ففاقوا من نومهم، وخرجوا من حضن أمهم مدافعين ليردوا كيد أعدائهم، وأعداء أمهم الذين دمروا أرضهم ونهبوا ثرواتهم.. فتحقق حلمهم ورفعوا رأس أمهم وأعلوا من شأن بلادهم.. وهنا قالت الأم «الشعب أسقط النظام.. الشعب أسقط النظام»!.. وعاشت مصر حرة مستقلة.