لم يعان جيلى من تلك الأفكار والمشاعر التى بدأت تعاود الظهور حالياً بين بعض المسلمين والمسيحيين!! مشاعر وتصرفات «جاهلة» تعمل على محو الصورة الرائعة التى لم تحدث فى التاريخ إلا هنا فى مصر مع ثورة 25 يناير وفى ميدان التحرير.. تذكرون تكاتف المسيحيين ضد الأمن المركزى، دفاعاً عن المسلمين أثناء صلاتهم..
تذكرون كيف احتشد المسلمون والمسيحيون معا وصلوا متتابعين، بل لم يحدث فى التاريخ أن وقف خطيب الجمعة ليقول لمليون شخص من المصلين «أيها المسلمون.. أيها المسيحيون..» تذكرون كيف تباهينا لعدم المساس بكنيسة واحدة على أرض مصر أثناء الثورة رغم اختفاء الأمن والحراسات تماما..
أتذكر كل تلك المواقف الرائعة التى تجلت مع بزوغ فجر الثورة، وأسرح بعيداً فى طفولتى وشبابى متذكراً كيف كنا لا نفرق فى المعاملة طبقا للديانة.. صداقة ومحبة بلا حدود.. ولقد كتبت منذ سنوات طويلة فى «الأهرام» عن صديقى موسى داوود الذى استشهد فى حرب 1973.. وكيف جاء الجميع- حتى أهله- يواسوننى ويخففون على آلام فراقه، وكان عند رحيله شماساً، وكنت من تلاميذ الشيخ إسماعيل صادق العدوى!!
وتذكرت شلة أصدقاء العمر التى امتد ترابطها لنصف قرن أو يزيد.. وعندما رحل صديقنا المهندس سامى إبراهيم حنا فجأة منذ 15 عاماً- كاد الدكتور ممدوح حمزة يموت حزناً عليه، فقد كانا منذ الطفولة روحا واحدة فى جسدين!!.. مواقف كثيرة سأذكركم ببعضها لعل وعسى!!