قال ويل ديورانت فى كتابه الرائع «قصة الحضارة» إن شعوب الشرق أعظم صناع للطغاة!! وأذكر مقالة للفقيه الدستورى الدكتور يحيى الجمل فى «المصرى اليوم» منذ بضع سنوات قال فيها بشجاعة يحسد عليها إنه عمل مع الرئيس المخلوع الفترتين الأولى والثانية من حكمه مستشاراً قانونياً، وتحدث إليه مبارك وقتها عندما كان نقياً: يا دكتور يحيى، أنا معايا فلوس تشترى شقة واحدة على النيل، والفلوس دى أخدتها من القوات المسلحة بعد المعاش علاوة على فلوس أخرى أخدتها من عملى فى العراق فى زمن الحرب بين العراق وإيران، وكل هذه المبالغ يادوب تشترى شقة واحدة، وأنا طبعاً عاوز أشترى شقتين لجمال وعلاء!! فرد عليه الدكتور يحيى قائلاً: «يا سيادة الرئيس إن أقل واحد فى حزبك يمتلك على الأقل عشرة ملايين من الجنيهات!!».. فصمت الرئيس ولم يعلق.. بعدها استغنى عن خدمات المستشار القانونى.. يقول الدكتور يحيى.. بعدها فوجئت بأن جمال مبارك يمتلك شركة فى إنجلترا رأس مالها سبعمائة مليون دولار وطائرة خاصة..
يقول الدكتور «طيب الفلوس دى جت منين؟! قال ذلك وفى لحظة صدق، وكان مبارك وقتها فى أوج قوته وجبروته؟!..اليوم يمتلك مبارك وأولاده وزوجته قصوراً فاخرة فى كل مكان.. علاوة على المليارات التى تخص الشعب المصرى المطحون.. علاوة على أن وجودهم داخل مصر سيشعل النار فى الجميع.. واسألوا استاد القاهرة، وموقعة الجمل، وفتح السجون.. إن الحية لا تموت إلا من رأسها!!