x

هل أُذِنَ للدولة الدينية؟

السبت 30-04-2011 03:00 |

ما بين مطالبين بالدولة المدنية وآخرين بالدولة الدينية يحتار العامة، فكثير من المسلمين البسطاء يعتبرون الدولة الدينية هى الحامية والحافظة للإسلام وبدونها سيكون الإسلام فى خطر!! ..


بينما يرى الكثيرون منهم أن تدشين الدولة المدنية فى مصر هو إيذان بتدشين الفجور والعربدة.. لكنهم يغيب عنهم أن الدولة المدنية ليست كذلك، فهى دولة العمل والحرية المسؤولة التى تنبع أخلاق شعوبها مما تربوا عليه، ومن يدعون إلى إقامة الدولة المدنية فى مصر يخشون مما تجره عليهم الدولة الدينية من التفرقة فى المعاملة بين المسلم وغير المسلم بل بين المذهب السنى والمذاهب الأخرى، وتتطاول إلى التفرقة بين الناس على أساس التدين من عدمه- حسب وجهة نظر القائمين على هذا الأمر- وتخوفهم من رفض دعاة الدولة الدينية للمدنية الحديثة والسياحة مما يؤدى بنا إلى العودة إلى الوراء!


هذا ما يتخيله أصحاب فكرة الدولة المدنية وهم يرون أن الدولة المدنية ترضى جميع الأطراف لأن مرجعيتها هى القانون الذى يتفق عليه الجميع.. لكن الملاحظ للأحداث التى تتواتر فى مصر هذه الأيام يشعر أن دعاة الدولة الدينية لهم اليد العليا على الأرض، ونرى أن أقوى التيارات مطالبة بالدولة الدينية، هو التيار السلفى الذى يجوب الأرض ليؤكد للجميع أنه موجود من خلال خطب مشايخه التى تثير الكثير من ردود الأفعال!!


قدوم متطرفى هذا التيار على تنفيذ ما يرونه صحيحاً بالقوة كهدم الأضرحة، وقطع أذن الرجل القبطى فى قنا، والكثير من الأفعال- هو ما دفعنى إلى كتابة هذا المقال، وكان أكثرها تأثيراً تأليب خطيب مسجد من هذا التيار فى قنا الناس على الخروج فى مظاهرات لرفض تعيين رجل قبطى محافظاً عليهم بمبدأ أنه لا ولاية لغير المسلم على المسلم، مما أزعج الكثيرين ورآه البعض ترسيخاً للدولة الدينية التى يناصرها هؤلاء ويدافعون عن وجودها فى مصر.. وإن حاول الوضع طرح تبريرات أخرى والعجيب أن هذه التيارات تفعل كل ما سبق وكل ما يحلو لها أن تفعله دون أن يتصدى لها أحد من الحكومة أو الجيش أو التيارات الإسلامية المعتدلة، فظنوا أنفسهم أنهم نجحوا فيما ينادون به وأنهم نالوا مآربهم ولا يفصلهم عن هذا إلا بضع خطوات.. أيها السادة.. احترسوا!!




[email protected]

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية