x

عقدة المنوفى

الثلاثاء 26-04-2011 16:08 |


بينما كنت أطالع تعليقات بعض الأصدقاء من خلال موقع الـ«فيس بوك» وجدت أحد التعليقات حول شروط رئيس الجمهورية القادم، وكان أول هذه الشروط هو ألا يكون منوفياً، وأثار ذلك الضحك فى البداية ولكننى ذهلت ولا أخجل من القول بأنى خفت أن تتكون عقده عند المنايفة بعد كده.


قبل ثورة 25 يناير وعندما كان يوجه سؤال «إنت منين؟» لأى منوفى، كان يجيب بفخر وبسرعة بأنه منوفى، وكان يلقى بعض الردود المضحكة مثل «ما انتو واكلينها والعة يا عم» أو «أيوه أيوه ما انت من بلد الرئيس»، وقد ترجع هذه الثقة لأن المنوفية بلد السادات سابقاً ومبارك من بعده، وليس لأن المنوفية هى قطعة من الجنة مثلاً أو الريفيرا المصرية، فهى على العكس من ذلك تماما، ولكن ما يميزها بالفعل هو تفوق أبنائها سواء بنتائج الثانوية العامة أو الجامعات فكثير من أبنائها يدرسون فى الجامعات المصرية الأم كالقاهرة وعين شمس والإسكندرية، ولا يهتمون أبدا للبعد عن الأهل أو المواصلات، وما لغير ذلك من صعوبات فالمهم أن يدرسوا ما يريدون ويتفوقوا به، وإن كان هذا بلد الرئيس الراحل أنور السادات فهو فعلا شرف لنا فقد كان منتميا بحق لقريته وكثيراً ما كان يحضر إليها بل وكثيرا ما زاره سفراء ووزراء ببيته هناك فى قرية ميت أبوالكوم، وما زالت عائلة السادات تعيش هنا فى نفس القرية وهم معروفون للجميع.


وبالنسبة للرئيس مبارك والمعروف أنه من كفر المصيلحة مركز شبين الكوم، فهو يعد منوفياً رغم أنه لم يقض بها من عمره سوى القليل، وليس له هنا أى أملاك أو منزل عائلة أو أى شىء، فمن المعروف أنه هاجر وعائلته منذ صغره إلى القاهرة وقضى بها باقى عمره حتى الآن، ولم يكن يحضر للمنوفية إلا إذا كان هناك مؤتمر للحزب الوطنى بها كما حدث عام 2005، فى مؤتمر الحزب الذى أذاع برنامجه الترشيحى من خلاله، بالمختصر المفيد أن الرئيس السابق مبارك لا يعرف الكثير عن بلد منشأه كما حدث مع الرئيس السادات. وعليه فإن الهاجس الذى يخيفينى هو أن تكون محصلة خلع الرئيس مبارك- والذى رحب به الجميع من خلال ثورة الشباب التى شارك بها شباب المنوفية أيضا وخسرت اثنين من شبابها ضمن قوائم الشهداء أحدهما من مركز أشمون والآخر من مركز شبين الكوم- أنه عندما يُسأل المنوفى «إنت منين ؟» يفقد الثقة فى الرد الصحيح وينكر انتماءه لمحافظة المنوفية- وكده نكون استبدلنا مشكلة كرامة المصريين بالخارج بمشكلة كرامة المنايفة داخل البلد- رغم أن المنوفية ليست بلد الرؤساء فقط فهناك الكثير من العلماء والمثقفين والصحفيين ينتمون لهذه المحافظة، وهم شخصيات محترمة ونعتز بهم جميعا.


ومما أُلاحظه الآن أن جميع الأحزاب السياسية الجديدة والحركات الثورية، والمرشحين الجدد للرئاسة- واللى مافيش ولا واحد فيهم منوفى الحمد لله- يبدأون حملاتهم إما من الصعيد أو الإسكندرية أو القليوبية، ولم يفكر أحد أن يكسر حاجز كون هذه المحافظة بلد الرئيس السابق ويبدأ منها ليقضى على أى مخاوف لدى مواطنى هذه المحافظة، وأعلم أن أصواتاً ستـوجه إلى بأننا جميعا مواطنين مصريين ولا فرق بين منوفى وأسيوطى وإسكندرانى، وأنا أعلم ذلك جيدا، لكن لا يجب أن ننكر الوضع الذى أتحدث عنه، وإلا فإن محافظة المنوفية سنجدها تتأرجح سياسيا بين الإخوان المسلمين ذات الحركة النشطة جدا داخل هذه المحافظة، وبين الحزب الوطنى الجديد الذى ترأسه مؤخراً أحد أبناء المحافظة، وهو طلعت السادات، وهو ذو نفوذ وشعبية كبيرة داخل المحافظة، وبما أننا جميعا نسعى للتنوع السياسى والحرية السياسية، فأنا أرجو أن تلاقى محافظتنا اهتمام الأحزاب الأخرى والتيارات المختلفة لأننا فى النهاية جزء ليس صغيراً ولا يتجزأ من المجتمع المصرى الكبير.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية