x

من هؤلاء البسطاء تعلمت

الإثنين 25-04-2011 08:00 |

مازلت أذكر تلك الأيام حينما كنت صغيراً أتعلم مبادئ الدين.. مازلت أذكر «جدتى» تلك السيدة البسيطة متوسطة التعليم وهى تعلمنى بكل سهولة ويسر كيف أتوضأ، وسأظل أذكر جدى ذلك العامل البسيط وهو يعلمنى كيف أصلى بعبارات يسيرة تخرج فقط من قلبه، و«أبى» ذلك الموظف البسيط صاحب الابتسامة الهادئة وعلامة الصلاة المضيئة فى جبهته، وهو يدارسنى بعض من آيات القرآن الكريم.. كل هؤلاء خرج كلامهم من فهمهم البسيط للدين دون تعقيد أو تهويل فقد علموا أن علاقتهم بالله هى فقط بينهم وبين الله..

ومازلت أذكر أحاديث أمى وقصصها الشيقة عن رفيقتها المسيحية التى كانت معها فى المدرسة وتحكى لى كيف كانتا تدرسان نهاراً وتتسامران ليلاً دون أن يفرق بينهما دين أو ملة.. فقط إنه ذلك الحب الصافى الذى لم تعرفا غيره!!

وهاهم تجار المسلمين يصلون إلى أقاصى الدنيا وينشرون الإسلام فقط بحسن المعاملة وجمال الابتسامة.. ها هو عمر الفاروق الذى رفض عند دخوله القدس أن يقام مسجد مكان كنيسة وأن يأمن سكانها من غير المسلمين على أنفسهم وكنائسهم، ولا ننسى جميعاً موقف عمر- رضى الله عنه- وعدله مع المصرى القبطى عندما جار عليه الحاكم المسلم وظلمه.. لست عالماً دينياً ولا مفكراً إسلامياً ولا ناشطاً إخوانياً، ولا حتى شيخاً سلفياً إنما أنا فقط شاب بسيط تعلم حب الآخر فقط لصفاء قلبه ونقاء سريرته، تعلم هذا كما تعلمه الكثير من البسطاء حوله،

تعلمت أن أحب صديقى (مينا) فى الجامعة الذى لايزال يتصل بى كل عيد ليقول لى بكل حب (كل سنة وأنت طيب)، وأن أتحدث معه بين الحين والآخر عن هموم الشباب وأحلام المستقبل.. كلانا كان يحلم بوطن أفضل، ومستقبل مشرق، كلانا كان يحلم بزوجة جميلة ووظيفة مرموقة وبيت هادئ، كنا نحلم بوطن نعيش فيه تحت سماء، واحدة تجمعنا فيه رابطة واحدة هى رابطة الحب والسلام.. يا أحبابى شباب الثورة هل تدركون عمق ما تعلمت؟!

 

كلية الهندسة- جامعة الإسكندرية

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية