طوال مدة حكم الرئيس السابق مبارك بحت الأصوات بتعمير سيناء والاهتمام بها واستغلال ثرواتها، ولكنه لم يهتم إلا بمكان إقامته فى شرم الشيخ على الشعاب المرجانية -وهذه جريمة- وترك الأصوات تتكلم وأخذ يحتفل بعيد سيناء كل عام يحدثنا عن الإنجازات والتاريخ وتنهال علينا الأغانى الوطنية، وسينا رجعت تانى لينا!
وفى الواقع هى لم ترجع إلا لرجال الأعمال، وأصبحت سيناء فى عهد مبارك واقع مر نتذكره سنويا فى عيدها، فنجد سيناء منطقة منزوعة السلاح بالرغم من موقعها الجغرافى الأمنى والخطير لمصر، وذلك بسبب اتفاقية الاستسلام كامب ديفيد -يسمونها اتفاقية السلام- وجاء مبارك وزاد الطين بلة بفكره تكملة للاستسلام فى الاتفاقية الإسرائيلية- المصرية حول طابا. أعطى مبارك الإسرائيليين حق الدخول إلى طابا دون تأشيرة دخول!!
وحق الإقامة دون تأشيرة لمدة خمسة عشر يوما قابلة للتجديد، فتجد الإسرائيلى بسيارته فى طابا برقمها الإسرائيلى ويجدد تأشيرته كل خمسة عشر يوما كما شاء من المرات، وبالرغم من أنك المواطن المصرى تدخل سيناء بتصريح من أمن الدولة!!
وهنا يصدق فى مبارك مقولة الشاعر عبدالرحمن يوسف (مع العدول كليل لكن بشعبى فتك) وتجد سيناء نصيبها وافر من الخطط الخمسية والمشاريع الوهمية ونصيبها منعدم من ناحية التنفيذ، فتجد مثلا الحديث عن أهميتها وثرواتها، بالإضافة للمشروع القومى لتنمية سيناء بتكلفة قدرها 75 مليار جنيه، وهناك الجهاز التنفيذى لتعمير سيناء التابع لوزارة الإسكان ومشروع ترعة السلام، كل تلك الأشياء ومصير سيناء أمامك!
فأهالى سيناء لم يستفيدوا شيئاً مما سبق! فهذه سيناء التى كان يسميها القدماء المصريون (الأرض التى تحرسها الآلهة)، والآن خربوها الشياطين، ونظرت الدولة إلى بدو سيناء على أنهم ملف أمنى، وتعاملت معهم على أنهم إرهاب، بحجة أنهم تجار سلاح ومخدرات وتهريب، وبما أننا فى عهد جديد أرجو ألا تخلو البرامج الانتخابية لمرشحى الرئاسة من سيناء، خاصة أنها ستفيد اقتصادنا المنهار، وهل سنجد على أرض الواقع شيئاً من وعود د. عصام شرف فى لقائه الأخير بقبائل سيناء قد تحقق.. سنرى!!
الأقصر- نجع أحمد سليم