يا سيدى القاضى تمهل على.. فقد جئتك بالخبر اليقين.. جئتك للتو من الميدان.. ثيابى ملطخة بدمائهم والدمع الحزين.. لا تسألنى وتحاورنى ماذا حدث؟.. فقلبى وصدرى ممتلئ بالألم الدفين.. ذهبت أنا ورفاقى نسأل بهلع.. من زرع الكره والخداع والفساد اللعين.. حاصرونا وقيدونا وأهانونا.. ومن خرج من الميدان نصب له الكمين.. صبرنا ساعة وجاءت حشود شبابنا.. ومن بعدهم ظهر شعب مصر الأمين..
أيها النظام الفاسد الخائن العاهر.. سأقول فى التحقيق إنك قتلتهم جميعاً.. سوف أتكلم وأوجه وأسترجع كل الماضى.. عمن خان وسرق وباع كل حقول الوادى.. سأقول فى التحقيق كيف عذبتهم وقتلتهم.. وجلست مع حاشيتك تشرب نخب عزائهم.. أمواج من شبابنا الثائر الهادر.. خرج يلملم أشلاءهم.. حملوا جسد الثورة مسجياً ببكاء أمهاتهم.. سأقول فى التحقيق إنك قتلتهم.. مدافعك نصبت فى الميدان تحرق أحلامهم..
وكلابك ووحوشك نهشت أحشاءهم.. افتح أوراقك سيدى القاضى.. وتمهل واسألنى من جديد.. سوف أرد عليك بقلب نابض.. وأعصاب نسجت من حديد.. لن أراوغ أو أخادع أو أماطل.. ففى عينى صدق شعب شهيد.. سنوات ظلم وقهر وعدوان.. تلوناها ها هنا فى الميدان فى بيت القصيد.. سأقول فى التحقيق إنك قتلتهم.. سأقول فى التحقيق إنك دفنتهم.. سأقول فى التحقيق إنك أطفأت نور أحلامهم!
