معذرة لتوقف عارض لحديث خسائر البترول، ففى حياتنا نستشعر خسائر أكبر!! فظهر الاثنين الماضى رحل صديقى وتوأم روحى المهندس على الدين عفيفى عجلان.. كان الشقيق الأكبر لصديق عمرى د. عمر عفيفى، أستاذ أمراض العيون بطب الزقازيق، وكان الشقيق الأصغر للمرحوم عادل عفيفى، مدير إعلانات جريدة الأهرام، الذى حقق إنجازاً كبيراً عاد بالخير على كثير من العاملين بالجريدة!..
كان على الدين يسبقنى بثلاث سنوات فى الكلية.. تخرج وأراد القدر أن يعمل فى مجال برامج الحاسب الآلى، وشارك فى إنشاء شركة آمكو للحاسبات ثم تولى رئاسة مجلس إدارتها.. التصقت به وتعلمت منه الكثير.. تعلمت منه أن أفضل مدرسة للإدارة هى مدرسة الإدارة بالحب.. كان ذواقة للكلمة ويعلم عشقى للكتابة والشعر، فكانت نصائحه لى بألا تداخلنى مشاعر الزهو لثناء القراء على بعض ما أكتب، وأن أرجع الفضل والتوفيق لله سبحانه فقط.. وفعلت!!
كانت له أياد بيضاء فى إنشاء معهد السرطان 57357، كان متديناً حكيماً خيراً.. أراد المولى - وهو لا يُسأل عما يفعل - أن يحرمه من الإنجاب فكان نبع حب للصغار.. كان ذا عقلية ذكية مرتبة متفتحة فأراد المولى أن يصاب بالمرض الخبيث فى المخ، ومع قصر رحلة مرضه رحل فى هدوء.. لا أملك سوى أن أردد: ذهب الذين أحبهم.. فعليك يا دنيا السلام.. يارب عجل بجمع شملنا.. وداو جراحات عظام!
